الرئيسية / منوعات / ما هو الأكثر فائدة للصحة.. شرب العصائر أم تناول الفاكهة؟

ما هو الأكثر فائدة للصحة.. شرب العصائر أم تناول الفاكهة؟

كثيراً ما نُقبل على العصائر الطازجة كبديل صحي غني بالفيتامينات؛ لكن ما مدى صحة الإكثار من تناول العصائر؟ وما هو تأثير ذلك على مستويات السكر والإنسولين في الدم؟

السر في ألياف الفاكهة

وحسب تقرير على موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”؛ فإن أغلب الأغذية المحتوية على الفركتوز -وهو نوع من السكر ينتج طبيعياً في الفواكه وعصيرها- غالباً لا تضر الجسم طالما لم يزد تناولها عن حاجة الجسم من السعرات المطلوبة يومياً، والسبب في ذلك الألياف التي تحتويها ثمار الفاكهة، والتي تحتوي على السكر داخل خلاياها، ويستغرق الجسم وقتاً لهضمها ووصول الفركتوز إلى الدم.

مشكلة خلوّ العصائر من الألياف

لكن الأمر ليس كذلك حال عصر الفواكه، تقول إيما إلفين، المستشارة الإكلينيكية بهيئة “ديابيتيس يو كيه” الخيرية البريطانية لمكافحة السكري: إن العصائر تخلو من القدر الأكبر من الألياف؛ وبالتالي خلافاً لثمر الفاكهة؛ يكون الفركتوز في العصائر على هيئة “سكريات حرة”، كما في العسل والسكر المضاف للأغذية.

وتوصي منظمة الصحة العالمية بعدم تناول الشخص البالغ أكثر من 30 غراماً من السكر المضاف؛ أي ما يعادل 150 مللي من عصير الفاكهة يومياً.

العصائر تسبب ارتفاعاً مفاجئاً للسكر في الدم

حين تنزع الألياف يمتص الجسم فركتوز العصير بوتيرة أسرع؛ مما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ للسكر في الدم؛ وبالتالي يحمل البنكرياس على إفراز الإنسولين لخفض السكر لحد أكثر استقراراً، ومع الوقت قد لا تجدي تلك الآلية؛ مما يزيد من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.

خطر السكري

وفي عام 2013، درس باحثون البيانات الصحية لمائة ألف شخص تم جمعها ما بين عاميْ 1986 و2009، ووجدوا ارتباطاً بين تناول عصير الفاكهة وخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وخلصوا إلى أن عصير الفاكهة يؤدي لتذبذب أسرع وأكبر لمستويات الجلوكوز والإنسولين؛ لأن المعدة تمرر السوائل إلى الأمعاء أسرع مما تمرر الطعام الصلب؛ حتى وإن تشابه المحتوى الغذائي للسائل مع ثمرة الفاكهة.

وتوصلت دراسة أخرى إلى وجود صلة بين تناول عصير الفاكهة والإصابة بالسكري من النوع الثاني بعد رصد العادات الغذائية لأكثر من 70 ألفاً من العاملين بالتمريض ومتابعة حالات الإصابة بالسكري بينهم على مدار 18 عاماً، ورجح الباحثون أن السبب في ذلك يعود جزئياً للافتقار لمكونات أخرى يحويها ثمر الفاكهة كالألياف.

سعرات إضافية

وبخلاف الإصابة بالسكري من النوع الثاني، أجمعت دراسات عدة على خطورة عصير الفاكهة حال زيادة السعرات عما يحتاج الجسم منها.

وبتحليل 155 دراسة عكف جون سيفنبايبر الأستاذ المشارك في قسم علوم التغذية بجامعة تورنتو، على معرفة العلاقة بين المشروبات الغازية المحتوية على السكر والصحة (ومن ذلك الإصابة بالسكري وأمراض القلب والأوعية)، من ناحية، وتأثير الأطعمة والمشروبات التي نعتبرها صحية، من ناحية أخرى.

ورصد الباحث أثراً سلبياً للسعرات الزائدة للسكريات؛ ومنها عصير الفاكهة على مستويات السكر والإنسولين في الدم في عينات أخذت من أشخاص صائمين؛ ولكنه وجد فائدة لتناول ثمر الفاكهة -بل وحتى عصيرها- حين لم تزد السعرات عن المطلوب.

وخلص سيفنبايبر إلى تأكيد الحد الموصى به من عصير الفاكهة وقدره 150 ملل يومياً، أي ما يعادل كوباً متوسطاً.

الفاكهة أفضل من العصير

ويقول سيفنبايبر: “من الأفضل تناول ثمر الفاكهة عن عصيرها؛ ولكن إن كان لا بد من تناول العصير كمكمل للفاكهة والخضر؛ فلا بأس؛ شريطة ألا يكون العصير بديلاً عن الماء، وألا يفرط المرء في تناوله”.