الرئيسية / كتاب الموقع / تغيير السياسات وليس تغيير الوجوه

تغيير السياسات وليس تغيير الوجوه

مروان درايسة

لعل اللافت للنظر هو التركيز دائماً على تغيير الوجوه وكما يسمونه بالعاميةِ (تلبيس الطواقي) دون الغوص في جوهر المسألة وهو تغيير السياسات فهذه المسألةً تبقى ثابتةً كما هي مهما عفى عليها الزمن وأكل الدهرعليها وشرب , نحن لا نريد رئيس جكومةٍ وفريقه الوزاري من الطبقات العليا نريد أن يكونوا من الطبقات المسحوقةِ المهمشةِ في هذا الوطن أن يكونوا من رحم هذه الطبقات لأنه لا يشعر مع ألم هذا الشعب إلا من يأتي من رحم المعاناة وكذلك يوجد بهذه الفئة من المجتمع الأردني أصحاب إبداع وتميز نبحث كما يقول أحدهم عن مواطناً مسؤولاً نزيهاً لا يشكل حاجزاً بين الوطن وأبنائه , حكومةً تهدم الجدار العازل بينها وبين سماع أصوات الجياع من أبناء هذا البلد وأنين المحرومين منهم , فهل رأينا في يوم من الأيام رئيس وزراء في الأردن من الطبقات المعدومةِ؟ والجواب بالطبع لا فلم نرى رئيس حكومةٍ إلا من طبقة ال (High class) فالبريستيج يتطلب ذلك وسياسة التوريث تتطلب ذلك ومنهج (إبن الوزير وزير وإبن الحراث حراث) سيبقى هو سيد الموقف ما الفائدةَ وما الجديد في تغيير رئيس الوزراء إذا ما أستمرَ النهج نفسه وواصل الخضوع الى إملاءات صندوق النقد الدولي المهينةَ والتي ستزيد الحال سوءً وبعدها لن تقوم لنا قائمةٌ , إن السياسة المستندةَ الى على المكاشفةِ والمصارحةِ هي خير سياسةٍ للحد من الإحتقان الذي نعيشه في هذه الأيام ونراه ماثلاً أمامنا في كل ما يجري في الشارع من مسيرات ووقفات احتجاجيه , إن العمل بكل مهنيةٍ وإخلاص من أجل هذا الوطن وأبنائه هو المطلوب حالياً للخروج من عنق الزجاجةِ الذي نحن فيه ولا بد من وضع المصلحةِ العامةِ ومصلحة أبناء هذا الوطن في المقام الأول فوق كل المصالح الأخرى . وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول إذا أردنا لهذا البلد أن يسير في الإتجاه الصحيح لا بد من توفر الإرادةَ الحقيقيةَ للتغيير والإصلاح في كافة مجالات الحياة التي تؤرق بال المواطن البسيط وخاصةً الهم الإقتصادي والوقوف وقفةً جادةً لمعالجة الخلل الذي ينهش بجسد هذا الوطن ووضع اليد على الجرح الظاهر لنا جميعاً والمتمثل برؤوس الفساد التي عاثت في هذا البلد الخراب والدمار دون أن تجد من يردعها عن غيها أو أن يكف يدها الطويلة في نهب ثروات هذا الوطن الجريح ,وبخلاف ذلك سنبقى ندور في حلقةٍ مفرغةٍ لا طائل منها فإذا ما عمل الضمير ولو للحضات لدى مسؤولينا فسنرى النتائج الإيجابيةَ على المدى المتوسط على أقل تقدير وسيكون الوطن هو الرابح الأكبر وألله من وراء القصد .