الرئيسية / كتاب الموقع / د.عاكف الزعبي والإسلام

د.عاكف الزعبي والإسلام

عمر سامي الساكت
في مقاله بعنوان “في اختلاف القيم والثقافات والهويات” يتغنى فيه بثقافة وهوية المجتمع الألماني والياباني ويدلل على ذلك بمتانة صناعتهم ولا أدري ما هو الربط المباشر بينهما، والعجيب أنه يتغنى أيضاً بالمجتمع الإنجليزي على أنه صاحب السبق في حقوق الانسان في العصر الحديث وأن المجتمع الفرنسي هو الأكثر قرباً من قضايا ومواضيع الفكر والفن والأدب والتنوير وقد غفل الكاتب عن تاريخ الإحتلال الإنجليزي للكثير من دول العالم ونهبها لخيراتهم ونحن أحدها، كما تغافل عن أن الإنجليز هم المسؤولين عن تجارة العبيد في القرن الماضي ونسي تاريخ الإحتلال الفرنسي ومن جهة أخرى لك أن تنظر إلى الإحصائيات العالمية الحديثة عن نسب الجرائم من قتل واغتصاب في تلك الدول، فعن أي مجتمع متحضر تتحدث!.

الأبلى والأمر أن الكاتب يقول “سوف نبقى على نهجنا القيمي والثقافي ما دام لإقحام الدين بالسياسة مروجوه ومستمعوه” وبالطبع هو عداءٌ صريح للإسلام أو جهل فيه أو كليهما، فالقيم لها تعريفات عديدة لكنها تتفق في أنها مجموعةٌ من الصفات الإنسانية الإيجابية والراقية والتي تعود بالخير على الآخر. ففي الإسلام مقاصد واضحة من حفظ الدين، النفس، العقل، النسل والمال وتنطلق من الإيمان الداخلي وممارسة شعائر العبادات وهي بين العبد وربه لكنها تشحن الأخلاق الحميدة وتطبق عملياً كمعاملات حسنة ومن هنا تتواجد القيم الراسخة المنطلقة من إيمان وشعور المسلم برقابة ربه الدائمة له وليس القانون والخوف من العقوبة أو إنتظار مكاسب دنيوية فقط، لا شك أن في المجتمعات الغربية قيم سامية لا يمكن لعاقل منصف أن ينكرها من الصدق وحفظ الأمانة والعمل الدؤوب والعدالة لكن غالبية هذه القيم مرتبطة بالمصلحة والمنفعة المدرك نتائجها بشكل مباشر وسريع، ولنا أن نرى كيف الزنا منتشر بينهم والذي نجم عنه أبناء مجهولي النسب ولنا أيضا أن نرى انتشار شرب الخمر والمخدرات في مجتمعاتهم وهذه لا يختلف عليها بأنها أخلاق ذميمة. كما لا تتوانى غالبية الأنظمة الغربية (التي يراها الكثيرون متحضرة) عن تصفية من يقف في وجه توجهاتها العليا سواء السياسية أو الإقتصادية كما لا تتوانى عن تجميد كل تلك الأخلاقيات أمام المصالح العليا لها من نهب مقدرات دول وشعوب واحتلالها وإبادة الأبرياء لتحيقيق ذلك ولك يا دكتور أن تستذكر إحتلال فلسطين وأفغانستان والعراق وتدمير سوريا وليبيا واليمن ونهب مقدرات مصر والدول العربية من القوى التي تتغنى بها ، فهل هذه الإخلاقيات والقيم التي تتمجد بها !!