الرئيسية / كتاب الموقع / موسم الشك والأنين

موسم الشك والأنين

موسم الشك والأنين

يسأل البسطاء في موسم الشك

عن منبع الأنين ومنبت الوجع

ونواح الجمر يكوي الضلوع

عن نار الولع في كبد الليل

تحرق جوى الدموع

يحار المرء في الحِلم والحُلم

كم من العمر مضى

وكم لبث؟

في عصر قصرت فيه المسافة

واختصر الزمن إلى بضع أنين وثوان

يذرف الحنين على كفن السنين

يمد الأذرع صوب قبلة الوداع

تحرقه الغصة

إذ يتعلق بأستار الذكرى

ويتأرجح على أهداب الأمس

يفتدى الألم بالصبر

وينقش تابوت الأمنيات

بشذى الأريج

وعبق الشميم

يرتحل مسرعاً على أجنحة السّبات

في السرى

يجوب أرض أضحت تأكل أهلها

وتنكر سنابل القمح وجذور الزيتون

تبتلع البصمة والظل

واليوم يثور فيها بركان الشك

في موسم الحنين

يرتجف الركن والغصن

يمسك مقبض الخداع ومسقط الريب

يمتشق سيف الرحيل

والدمعة تشيع ريحانة الصبا

تخنق صوت الخوف في الأحشاء

في العروق

تخلع مفتاح الجنة

من صك الغفران

تود أن تفلت من أرق السؤال

والخيبة

وتفر من ساحة الرجولة

إذ خلت البطولة

من قاموس الأيام والأوطان

وأصبحت شريدة…

طريدة…

ذبل زهرها

جف ضرعها

ووريدها

يسأل البسطاء في موسم الشك

عن بطولة خفتت شعلتها

وانطفأ بريقها

ضاعت في غياهب الدروب

مزقها الغلمان

على موائد الحرمان

والخطيئة

يسأل البسطاء في موسم الشك

عن العلم

عن الإيمان وعن الإنسان

فكلها أضحت سقيمة

في موسم الهزيمة

ترتجي نصرة السماء

بنشوة الدعاء

بالعبث

تفر من ميدان الحق

وتداعب بأناملها مر الواقع

والحقيقة العصيبة

يسأل البسطاء في موسم الشك

في موسم الحزن والأنين والهزيمة

عن كل شيء…

وينسون النفوس المريضة.

د. عبدالله الزعبي.