الرئيسية / كتاب الموقع / تحية لخلية الازمة  

تحية لخلية الازمة  

تحية لخلية الازمة

د.عدنان الزعبي

لماذا يتسلق اصحاب الاصوات النشاز لينفثوا السموم وعبر وسائل اعلام غير اردنية وليشككوا باصحاب القرار وجهدهم وسهرهم وتعبهم , وكأننا في هذا الوطن لا نسمع ولا نرى او ندرك ان ما تقوم به خلية الازمات , يستحق منا التقدير والاحترام كل في موقعه , ومسؤوليته . في مثل هذه الازمة التي نعيش والعالم من حولنا , وبمثل هذا التحدي الانساني تظهر معادن البشر ، وتبرز قيم الانسانية , وتتجلى معاني الوطنية والنزوع نحو التعاون , والاستجابة والتفاعل القائم على الوعي والثقافة والفكر . في مثل هذه الازمة العالمية التي تشغل الدول بحالها , وسعيها نحو معالجة هذا التحدي من خلال الاجراءات والتعليمات والسلوكيات التي تضمن محاصرة الخطر ومكافحته ، والتي يصبح فيها كل فرد فينا معني ومسؤول , ليس في الاستجابة لتعليمات خلايا الازمات , بل ايضا في تمكين الاجهزة المعنية في انجاح البرامج والخطط الموضوعة لحصر ومكافحة المرض.

وبينما ونحن نترقب ونرمق الفرج ثانية بثانية ولحظة بلحظة , ونضرع لله السلامة ، لكل مناطق الوطن التي وضعت تحت الحصار المشدد , وتحت الرقابة والمسح الوبائي والمتابعة حي بحي ومنزل بمنزل لمحاصرة المرض ، ونتابع بكل جوانحنا واحاسيسنا اعداد المصابين والمعافين ، فان ذلك يعزز قناعتنا بكل جزئية تقوم بها خلية الازمة التي كنا جميعا جزءا منها ونعظم النجاحات التي نشهدها كدليل والف دليل على صوابية المسيرة والتخطيط والقرار . فنحن لا نريد من احد ان يتغنى باربد وما يجري بها , ولا نريد من احد ان يركب الموجه ويطخ من ظهر اربد او الرمثا او الكرك او الطفيلة , ولا نريد من احد ان يضع نفسه الوصي على اهل اربد , فاهلي في اربد احوج ما يكونوا الى طرد المرض ومحاصرته والقضاء عليه , اهلي باربد يحتاجون الى نجاة ابنائهم ومعالجة مرضاهم ، وأهلي في اربد اعلم بمصلحتهم ولم يوكلوا احد لان يدافع عنهم بالشعر والغزل , ومن يجد نفسه غيور على اربد او عمان او الطفيلة ومعان فعلية التبرع العملي والدعم لجهود الدولة وليس تكسير المجاديف . فقد شبعنا التمثيل , و(قرفنا ) التزلف الفارغ , ؟!

لا نحتاج للاصوات النشاز والتصريحات المعاقة عبر وسائل اعلامية غير اردنية ’ لا نحتاج من التائهين الذين لا يجدون انفسهم الا بالانتقاد , غير المستسلمين للواقع من ان الزمن قد تجاوزهم وأنتهت صلاحيتهم , ان يخرجوا علينا منتقدين اجراءات خلية الازمة والحكومة واتهام الوزراء وبعض العاملين بنعوت نخجل ذكرها ابسطها ( غير القادرين على التعامل مع الواقع ). في الوقت الذي نجد فيه ان ما تم وما سيتم يمضي ببرنامج واضح ومدروس وينفذ بكل دقة وفقا لاي تطور علما بان خلية الازمة على الاستعداد لتقبل اي مقترح او راي يمكن ان يكون صالحا لواقعنا , فاين هي المقترحات واين هي الافكار البناءة , بدل هذه السموم التي تحاول التشكيك بالاجراءات والمسيرة حتى الان .

في مثل واقعنا الذي هو جزء من واقع عالمي وانساني ما علينا الا ان نتعاون جميعا , وان نخفي حقدنا او غيرتنا من نجاح غيرنا الى ما بعد تجاوز المحنة وعندها يحق لاي فرد ان يعبر عن ما في داخله لنعتبرها راي ونظرة نحو الافضل , اما الان وبحكم قانون الدفاع فان الجميع يجب ان يكون اداة تعاون لا اداة اساءة .