الرئيسية / كتاب الموقع / لغة الخطاب في زمن ” الكورونا

لغة الخطاب في زمن ” الكورونا

لغة الخطاب في زمن ” الكورونا”

سليم ابو نقطة

لم اقصد في مقالي السابق حين ختمته ب ” لمن الملك اليوم؟”  التشفي بالدول التي حل بها بلاء ” الكورونا ” ولكني قصدت ان اوضح ان الدول مهما عظُمت تبقى صغيرة امام ارادة الله وعظمته.

ولعلي من اشد المعارضين  لما يقوم به البعض من   ليَّ عنق الدين حين يفسرون البلاء على انه غضب من الله خصّ به الكافرين ونجّا منه المسلمين فهذا  تفسير ناقص اجوف يسيء إلى الدين ولا  يخدمه مطلقا.  فقد علمتنا الايام ان   النكبات تبدأ عادتا كحدث صغير في منطقة ما ولكنها سرعان ما تؤثر وتمتدُّ إلى العالم كلِّه بمسلميه وغير مسلميه وقد تحدث كوارث هائلة لا ينجو منها احد.

اذكر في بداية انتشار الفيروس في الصين فرح بعض المسلمين ، لانه بحسب اعتقادهم أصاب الصينين الكفار  فكان العقاب الذي يستحقونه ،وقد بعث لي احد الاصدقاء ب يوتيوب   لأحد الشيوخ يظهر فيه وهو  يتحدث عن  الصينين وصفهم بانهم شعب مجرم   يقتلون المسلمين ويجبرونهم على شرب الخمر  ويمزقون  نقاب المسلمات فما كان من الله الا ان   سلط عليهم وعلى حكومتهم الكافرة فيروسا يفتك بهم. وما هي إلّا أيام فقط وأصيبت بلد الشيخ بأكملها وباقي دول العالم  بالفيروس مما اضطره الى تغيير  لغة خطابه و يقول في يوتيوب آخر ” الحمدلله على هذا البلاء لأنه رحمة من الله!

كان هذا الفيروس قبل أيام فقط نقمة وغضب على الصينيين لكنه تحول فجأة الى رحمة من الله!

نحن جميعا في هذا العالَم   في دائرة الخطر  حيث لا فضل لأحد أو دين أو طائفة على أخرى . والوباء لا يميز بين مسلم وغيره ولا يحابي دين  على آخر   وهذا ما  حدا بالسعودية لإغلاق الحرم المكي والمسجد النبوي وكل مساجد الارض تقريبا خوفا من الوباء

 

علينا أن نتريث قليلا قبل ان نصدر أحكاما ونفسر دون دراية بلاء الكورونا الذي حل على أهل الارض بثنائية الغضب والرحمة، غضب من الله عندما يقع بأرض غير المسلمين ، ورحمة واختبار منه عندما يقع بأرض المسلمين.

وان لا نتوارى خلف الدين في مواجهة هذه الكارثة بل   علينا  ان نتضرع إلى الله ان يزيلها  عنا جميعا مسلمين وغير مسلمين فكلنا في مركب واحد.