كتاب الموقع

حكومتنا بعد الأزمة ، الى اين ؟!

 

سليم ابو نقط

كم شعرت بالفخر و الانفة حين حدثني صديق لي عبر المسنجر عن انبهار الامريكان  بطريقة الاردن   بالتعامل مع أزمة كورونا . وها هي إحدى  الصحف الألمانية  تصف الاردن بانه اكثر بقاع الأرض امنا.

لأول مرة  أشعر أن لدينا دولة وحكومة تهتم بنا وتخاف علينا،  لأول مرة اجد نفسي أمام  دولة قوية تنشغل بشعبها وتعمل بكل جهد لحمايته من الخطر، دولة لا تنتظر وقوع الأزمة، بل تستبقها وتسارع باتخاذ ما تتطلبه المواجهة الجادة التى تضمن تجنيب المواطن تبعاتها.

 

أن الأزمة الحالية “كورونا”وان كانت  خطرًا يخشاه الجميع، ويتحسب من تداعياته،  الا انها تحولت إلى اختبار حقيقى كشف لنا دولة مختلفة تماما عما كنا نظنها دولة نستطيع الاعتماد عليها ونثق بقدرتها على حمايتنا بكل ما تمتلك من إمكانات من اي خطر قد يداهمنا.

وقد  كشفت الأزمة أيضًا، وخاصة على مدى الأسابيع الماضية أن الدولة لم تعد تدير شؤونها بتخبط وإنما تتعامل مع الازمة بخطة ممنهجة، وتعرف فى كل مرحلة ماذا تريد وكيف تصل إلى مرادها.

وقد تعلمنا كأردنيين  بحكم ما مررنا به من أزمات وتقلبات  ان لا نشيد إلا بما نتأكد أنه يستحق الثناء، ولهذا فعندما نشيد بأداء الدولة بكل مستوياتها ومؤسساتها، وفى ظل هذه الظروف العصيبة، التى عجزت  دول كبرى عن القيام بها فنحن لا نجامل وإنما نترجم إحساسًا حقيقيًا أصبح موجودا لدينا  وراسخا عندنا،

قد يكون  نجاح  الحكومة  في ادارة الازمة بكل كفاءة واقتدار  مرده إلى وجود قيادات مخلصة غلّبت مصلحة الوطن على مصالحها الشخصية وقد خدمها فيروس كورونا الذي صفّد الفاسدين في بيوتهم وحرمهم من المشاركة في هذا الجهد .

معلوم أن  الحكومة  تواجه  تحديات كبيرة ، ما بين مصالح متضاربة لفئات طفيلية ْ اعتادت على ان تأخذ كل ما تحتاجه من هذا الوطن من غير أن تقدم له شيئا اما  وقد تعرّت هذه الفئات امام الجميع  فان الدولة التي تفوقت على اعتى دول العالم تنظيما وإدارة قادرة على ان تبقى  قوية ثابتة ، لا تسمح لأي فئة متنفعة من تحييدها عن طريق تقدمها ، وستجد الشعب بإكمله عونا لها وصمام امانها.

وليكن زمن الكورونا هو زمن التغيير المنشود.

إغلاق