الرئيسية / كتاب الموقع / إشتقتُ لعقِدِ تسبيحك أُمـــي

إشتقتُ لعقِدِ تسبيحك أُمـــي

مريانا ابو عراق

بحق رب الارض والسماء لا تلوموني في حبها فقد فاق حُبي لها كل شيىء حتى عانق عنان السماء اشتقتلك يمااا لمبسمِك ل تسابيحك بثني اصابعك بقول لا إله الا الله أشتقت لسماع صوتك لنظرة حنانك وكلماتك الهادئه التي كانت تهدي روعنا وتُطمئن قلوبنا أشتقت للجلوس تحت قدميك حيث سريرك الدافئ الذي يحمل هذا الجسد الوهنِ والذي أعياه المرض ورغم هذا الذي مررتي فيه يا أمي من الالآم وكتاعب الا انك كنتي دائماً تتلفظين في السر والعلن بالحمد والشكر لله رب العالمين أشتقت لمسبحتك التي تجمعينها بنفسك وتشكيها من كل حبة لون كانت اجمل المسابح وأوفى تسبيح كنت عندما اريد ان أبدد حزني اذهب اليك أُناظر عينيك الخضراون يتبدد همي وحزني برؤية عينيك المليئة بالحب والحنان ودون أدنى شك تسأليني ما بك! اتحجج بأي شيئ لاقنعك انني لا اشتكي شيئاً وبمجرد النظر لعينيك ينسيني ما كنت منه اعاني كنت تقرأين ملامحناِ وتسرقين النظر في عيوننا لتكتشفي ما بنا وان اخفينا عنك لا يخفى على ذاك القلب الحنون خافيه قلب الأُم دليلها سبحان الله آه يا أمي كم أتمنى لمسة يديك وتقبيل جبهتك وقدميك كن أشتقت ان اطرق باب بيتك وتنادي مين بالباب وافتح عليك الباب وتنظرين لي بعين الرضا لوجودي تلك اللحظة عندك كم أشتقت يا أمي لحديثك عن الحياة التي قضيتها مع أبي بحلوها ومرها بكل تفاصيلها وكم عانيت بهذه الحياة من الحصد والرجد ومن العجن والخبز، من نقل الماء من الآبار القريبة والبعيدة لتسقينا لتغسلي ملابسنا على يديك الطاهرتين لجلب حاجيات البيت بغياب أبي رحمه الله كم تعثرتي ونهضتي لقربك من الله ومن قوة إيمانك به وحده ان لا شيء يضر مع أسمه شيء كم انا مشتاق لطرق بابك واسمع وإن كان صدى لصوتك كم وكم يا آُماه تحملتي وشقيتي لأجلنا وعندما حظرنك الوفاه طلبتي مني شيئ ان انزل بوجهي عند ثغرك فقبلتني قبلة لا انساها ما حييت وطلبتي السماح مني ومن اخوتي ورضيت علينا فرداً فردا انتي تودعيني بقُبلة ورضى أي وداع بعد هذا الوداع يا أمي في حياتك حنونه طيبة هادئه وفي مماتك موحدة لله راضية مقبلة علي ريح وريحان وجنة عدنان كل الدلائل كانت توحي بذلك برفع سبابتك للشهادة بتصُبب العرق من جبينك برحيلك ليلة الجمعة ـ والاجمل من كل هذا بعد توحيدك لله يا أمي صفاء وجهك ونوره الساطع وكأنك عروساً تُزفين لا إلى قبرك تذهبين ـ كان وجهك كـٓ ملاكٍ طاهر وغدا الكفن الذي يُلفك اجمل شيء مما رأت عيني في حياتي وجهاً مسبشراً وجسداً مرتاح عدتي كما كنتي كٓـ صبية في عقد الثلاثين كحمامة الحرم كنُت مندهش لدرجة أسأل نفسي ومن حولي أهذه أمي التي توفت في الليل وكانت تجاعيد الِكبر والمرض قد طوت اشراقة وجهها واخفت ملامحها نعم هي أمي الصابرة المحتسبة بدت كعروس تُزف لا جثةٍ تدفن أمي وأن طال ُبعادنا لا بدُ أن نلتقي في يومٍ لا بدُ منهُ عند رحيليٓ أسالك يارب ان تجمعني مع امي وابي في جنة عرضها السموات والارض برحمتك يا ارحم الراحمين لا بعملي.. رحمك الله يا عيوني #أُمٓــــّـي