الرئيسية / كتاب الموقع / من صنع الأصنام؟

من صنع الأصنام؟

دعاء العمري
سؤال قد يخيل للقارئ أن الحديث سيكون عن العصر الجاهلي لكن المراد أصنام جدد وجدوا لندافع عنهم، ونمجدهم، ونمسح أخطأهم بل نصيرها مآثر، وفي ظل الوضع الراهن، فإن الإشادة بمن يقم بدوره بصدق وحرفية مطلوب، ويلحظ أن العلاقة طردية، فكلما علا منصبك كانت الإشادة أعظم، حتى لو كان الإنجاز جزء من طبيعة العمل، فعلى سبيل الترفيه موظف ديوان الخدمة المدنية البسيط الذي يقوم بمهامه على أكمل وجه يستحق جيد، ويحصل على جيد جدا إن زاد عن المطلوب، وعلى الممتاز إن أبدع واخترع وهذه من المفارقات.
وينصح دائما بالتأكيد على الطبيعة البشرية، والتفاوت الأدائي، فمن يحسن في جانب قد يخفق في آخر، وهذا طبيعي، لكن الظاهرة غير الطبيعية الولاء المطلق، والبراء المطبق، فترى المسحجين لا يفقهون إلا التصفيق ولو كانوا صما عميا بكما.
قبل فترة وجيزة كانت الثقة بالحكومات قليلة، واليوم نشهد ارتفاعا في منسوبها، ونأمل بقائه، وتضج مواقع التواصل بالحديث عن الاقتطاع من الرواتب بسبب الأزمة، مع التأكيد على أن المواطن الأردني معطاء كريم، لكن ما غص في النفوس أمران التمييز حتى بالعبارات فالطبقة الفارهة تبرع، والمواطن العادي اقتطاع.
أما الأمر الثاني نسبة الاقتطاع أو التبرع والتي يلوح أنها عكسية بالتطبيق العملي لا التنظير.
فلينظر أصحاب رؤوس الأموال في أحوال الفقراء، فإن هم أغنوهم أصبحوا بهم أغنياء، في الأرض والسماء.
فلن نصنع الأصنام، حمى الله الأردن ملكا وشعبا وأرضا