الرئيسية / كتاب الموقع / المؤسسة الدينية وادب الخلاف 

المؤسسة الدينية وادب الخلاف 

المؤسسة الدينية وادب الخلاف

في كل المجتمعات الانسانية ترى هناك دور لرجل الدين الذي يعتقد الكثيرون أنه الطريق إلى الجنة فهو يملك الاسباب المؤدية بهم إلى الجنة فلا يجوز مخالفته وله طاعة واجبة مستمدة من النصوص المقدسة فكيف لا وصفحات التاريخ مليئة بحوادث دفع رجل الدين مفتاح الجنة للسذج واصحاب العقول الفارغة .

و ما جرى عند اصحاب العمائم السوداء فكيف لا يجرؤ الاتباع على الاعتراض او النقاش بحجة أن مخالفتهم هي عصيان الله وبالتالي الحرمان من الجنة التي يطلبون ويتمنون فهم السبب والطريق المؤدي اليها .ولا ما نسمع ونرى من الفتوى الجاهزة المقولبة بقالب مصلحة الساسة والمتنفذين تلبي لهؤلاء الساسة مصالحهم مضيفة عليها الصبغة الدينية .

وهنا في الاردن اقولها وكلي ثقة اننا نملك مؤسسة دينية تملك من الشخوص ما لهم من العلم والفقه بحيث تجعلنا نثق بكلامهم ولكن هذا لا يعني انهم منزهين عن الخطأ فهم بشر اولا واخيرا ولكن لا نملك ان نتهمهم بانهم ليسوا على تقوى او دين فهم اجتهدوا ما يرون انه يحقق المصلحة فلم يدعوا الكمال فأنظر السلف ماذا كان حالهم فقد جاء بالأثر أن سفيان الثوري قال : ” إذا رأيت الرجل يعمل بعمل قد اختُلِف فيه وأنت ترى غيره فلا تنهه”وما أحسن ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: ” قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول المخالف خطأ يحتمل الصواب. وقال يونس الصدفي: ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي ثم قال: ” يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة!”، قال الذهبي معلقاً على هذه القصة: “هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفقه نفسه فما زال النظراء يختلفون” .وعن يحيى بن سعيد قال: ” ما برح المستفتون يستفتون فيحل هذا ويحرّم هذا، فلا يرى المحرّم أن المحلل هلك لتحليله، ولا يرى المحلل أن المحرّم هلك لتحريمه رحم الله هؤلاء الثقات من علماء الامة من السلف الصالح وجعلنا خير خلف لخير سلف .

الدكتور / رائد محمد بطيحة