الرئيسية / صورة و تعليق / فوزي الملقي اول رئيس وزراء في عهد الملك الحسين

فوزي الملقي اول رئيس وزراء في عهد الملك الحسين

لم تسعف كثيرا من أوراق الذاكرة السياسية الأردنية في تسليط الضوء على شخصيات عدة، لكن الباحثة ثروت المشاقبة قدمت في باكورة أعمالها المطبوعة “فوزي الملقي وحياته ونشاطه السياسي في الأردن” في رسالة ماجستير إفرادا موسعا لسيرة الرجل السياسية وتسليطا للضوء على مرحلة مهمة من عمر الأردن.

تميزت حقبة أول رئيس للوزراء في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال بجمعه أضداد السياسة ومواجهته معارضة داخلية وخارجية حالت دون تحقيق طموحه والوصول إلى هدفه وخصوصا محاولاته المستمرة للحد من التدخل البريطاني في الشؤون الداخلية للأردن على الرغم من قصر فترة حكومته، مما شكل ضده تحالفا بريطانيا وعربيا من بعض الدول العربية والساسة المحافظين في الأردن حينها ما أرغمه على الاستقالة.

تشكلت حكومة الملقي من مجموعة من الوزراء الذين أصبحوا فيما بعد رؤساء وزراء للأردن وهم، الشهيد هزاع المجالي وأحمد طوقان وبهجت التلهوني وحسين فخري الخالدي، وسعيد المفتي.

“الرجل الليبرالي” تميز بسياسته المرنة ولم يلجأ إلى استخدام العنف فكانت السياسة مغايرة للحكومات السابقة، والسبب في دراسة الملقي في بريطانيا إبان ظروف الحرب العالمية الثانية التي منعته من العودة إلى الأردن حتى عام 1942، فتشرب الأفكار البريطانية عن الديمقراطية ما جعله من دعاة حرية القول والصحافة واستقلال القضاء حينها، وسن العديد من القوانين التي تجرد أية حكومات لاحقة من إلغائها أو إنكارها، فيما يتمتع الرجل بقدرة كلامية دبلوماسية عالية في إقناع من حوله بما يريد دون أن يواجه معارضة من الطرف الآخر.

تتناول الباحثة قصة نجاح الرئيس الملقي في إدانة إسرائيل دوليا لا سيما في أروقة الأمم المتحدة حيث اعترف الكيان الصهيوني بالاعتداء على قرية قبية مما عزز القضية العربية أمام الرأي العالمي، عملت حكومته على التعاون والتآزر مع الدول العربية وأعلنت أنها ستعمل على توثيق العلاقات العربية وخصوصا الاقتصادية.

يسرد الكتاب تعيين الملقي مندوبا دائما للأردن في الأمم المتحدة مطلع ستينات القرن الماضي ورغم قصر المدة التي عمل فيها مندوبا للأردن في الأمم المتحدة إلا أنه اعتبر أحد برز أعضاء الأسرة الدولية إضافة إلى أنه حظي باحترام وتقدير الجميع كما أن موقعه السابق في الأردن مكنه من اكتساب العديد من الأصدقاء من مختلف دول العام.

لم يستمر الملقي في منصبه الجديد لفترة طويلة حيث عانى خلالها الملقي من مرض عضال في الحلق، ورغم ذلك سافر إلى نيويورك فزادت حالته سوءا وأدخل إلى أحد المستشفيات للمعالجة لكنه لم يمكث طويلا حيث وافاه الأجل في العاشر من كانون الثاني عام ألف وتسعمئة واثنين وستين.