الرئيسية / من هنا و هناك / حرب أوكرانيا.. لماذا يصر الروس على إسقاط ماريوبول؟

حرب أوكرانيا.. لماذا يصر الروس على إسقاط ماريوبول؟

الرمثانت

تحتلّ مدينة ماريوبول الأوكرانية مكانة إستراتيجية بالنظر إلى موقعها المهم على حدود بحر آزوف، وتخوض مقاومة ضارية لمنع سيطرة الروس عليها، حيث يمثل إسقاط المدينة نقطة تحوّل في الحرب.

وتقع هذه المدينة على بعد حوالي 55 كيلومترًا من الحدود الروسية، وتُعدّ حتى الآن أكبر مدينة لا تزال في أيدي القوات الأوكرانية في حوض دونباس. ومدينة ماريوبول، المحاصرة من قبل الجيش الروسي وحلفائه، هي ميناء إستراتيجي لحوالي 450.000 نسمة، وآخر مدينة رئيسة على حدود بحر آزوف على الساحل الجنوبي الشرقي.

وبعد عدة أيام من القصف أعلنت روسيا وقف إطلاق النار، صباح السبت 5 مارس / آذار 2022، للسماح بإجلاء المدنيين المحاصرين في القتال، لكن في هذه المدينة المحاصرة يبدو الأمل في وجود ممر آمن لإجلاء المدنيين شبه مفقود، بحسب ما يقول عدد من سكان المدينة.

واتهم رئيس بلدية هذه المدينة الناطقة بالروسية، فاديم بويتشينكو، القوات الروسية والموالية لروسيا، يوم الخميس، بالسعي إلى ”فرض حصار“ على ماريوبول من خلال منع إمداداتها، وتدمير ”البنية التحتية الحيوية“، وأساسًا المياه، والكهرباء، والتدفئة.

وتنقل صحيفة ”لوموند“ الفرنسية عن آنا رومانينكو قولها إنّ قصف الممر الإنساني يهدف إلى إقناع سكان ماريوبول بالمغادرة، ولكن أيضًا لإخفاء الواقع الرهيب للحصار، من خلال الاعتقاد بأن الوضع طبيعي، لأن الناس لا يرغبون في الإخلاء.

وبحسب المواطنة القاطنة في هذه المدينة فقد حرص الجيش الروسي على حرمان أهالي ماريوبول من الكهرباء، والإنترنت، وشبكة الهاتف المحمول.

وتقع ماريوبول على بعد 85 كيلومترًا من معقل دونيتسك الانفصالي المدعوم من روسيا، وهي حتى الآن ما زالت ماريوبول أكبر مدينة في أيدي كييف في حوض دونباس الذي يضم مناطق دونيتسك، ولوغانسك، بينما يقع جزء منها تحت سيطرة المتمردين الموالين لروسيا.

ووفق متابعين سيكون استيلاء موسكو على هذه المدينة نقطة تحول مهمة في الصراع الذي اندلع، في 24 فبراير/شباط الماضي، وسيسمح ذلك لروسيا بضمان الاستمرارية والتكامل بين قواتها القادمة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها، العام 2014، والتي استولت بالفعل على الموانئ الرئيسة في بيرديانسك، وخيرسون، والقوات الانفصالية والروسية التي تصل من دونباس للتعزيز.

وانضمت المجموعتان إلى قواتهما على ساحل بحر آزوف، يوم الثلاثاء الماضي، بحسب موسكو، وأعلن الانفصاليون من جانبهم، يوم الأربعاء، أن ماريوبول مطوقة الآن، بينما تقول كييف إن المدينة لا تزال خاضعة للسيطرة الأوكرانية.

وسبق أن احتل الانفصاليون الموالون لروسيا المدينة الساحلية لفترة وجيزة، في العام 2014، قبل أن تستعيد القوات الأوكرانية النظامية السيطرة عليها.

وإلى جانب موقعها الجغرافي الإستراتيجي، فإنّ ماريوبول هي مدينة صناعية كبيرة، ولمينائها التجاري أهمية كبرى لتصدير الحبوب أو الصلب المنتج شرق البلاد، حيث توجد بها شركتان كبيرتان للمعادن، وهما مصانع ”آزوفستال“ و“إيليتش“، وتوفّر الشركتان عشرات الآلاف من الوظائف.