الرئيسية / كتاب الموقع / في عيد الاستقلال

في عيد الاستقلال

في عيد الاستقلال

فهمي العزايزة

كالعادة في نهاية كل شهر، ذاته يحدث معنا نحن ذوي الدخول المسخوطة: البنك يقتطع قسطه، وما تبقى نوزعه على قروضنا “الدينارية” المتفرقة وفواتير الماء والكهربا وهواتفنا، وعلى طعامنا الأقل جودة، وربما أيضا على التزامات مناسباتنا الاجتماعية و”عنايانا”، فيذهب راتبنا مسرعا نحو حتفه الحتمي وهو يصغر وينحني أكثر وأكثر أمام تطاول أسعار جنونية والتي “إنسعرت” أكثر في شهر استقلالنا.. وإقالتنا من عيش حياة كريمة..؟!

وأتخذ من نفسي حالة دراسية؛ فبعد أن اقتطع البنك قسطه، تبقى منه فقط لا غير(400) دينار، وذاتها الإجراءات الشهرية بدأتها، لكن المفاجئة على غير العادة أن الأسعار هذه المرة “قايمه قيامتها”، وكل تاجر يفرض سعره وإن لم نقبل به “فلنبلط بحرنا”، لا حصانة “عيب” أو “حرام” تمنعه، ولا رادع حكومي يوقفه، وكيف لا والحكومة هي الأكثر نهما وتشليحا لنا منهم، والخلاصة.. والله.. والله.. أن راتبي لم يصمد في غرفة إنعاشه إلا من 24/5 إلى 26/5..؟!

المضكك المبكي.. أن هناك من كان مستمتعا بعيد استقلاله؛ غناني ورقص وطبل وزمر وأعلام ترفرف وألعاب نارية وحبال كهربا، وكلمات وخطابات وتعييشات وسحجات وقنوات تلفزيونية تبث كل هذا وكأننا انتصرنا على الكرة الأرضية.. وهناك.. أنا وأمثالي “نستمتع” بجولات تسوق تشليحية.. ولا غيرها أبيات شعر المتنبي صدحت عاليا في أذني:

عيد بأي حال عدت يا عيد​​​بما مضى أم بأمر فيك تجديدُ

إني نزلت بكذابين ضيفُهُمُ​​​عن القِرى وعن التَرحال محدودُ

جود الرجال من الأيدي وجُودُهُم​​من اللسان فلا كانوا ولا الجودُ

صار الخصي إمام الآبقين ​​فالحر مستعبد والعبد معبودُ

تعليق واحد

  1. د. معتصم درايسه

    وللأسف، تستمر بسماع عبارة “القادم أحسن” دون معرفة إن كان هذا القادم للجيل القادم أم جيل ماقبل يوم القيامة,,,,,وتأتي خطبة الجمعة معنونة ب “حب الأوطان” لتركز على مدى حب الأردنيين لوطنهم لكونه الأكثر أمانا في المنطقة متناسين قوله تعالى: “الذي أطعمهم من جوع وامنهم من خوف” مغلبا تأمين قوت المواطن على الأمن…….,مع ذلك، احنا منستاهل، فبالرغم من الارتفاع الجنوني في الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية للدينار، انفجعنا هذه المرة بالذات رقصا وزمرا وغناءا دون أدنى شعور بالمسؤولية الاجتماعية حتى لو من خلال التزام الصمت.