الرئيسية / كتاب الموقع / العدالة في السماء .

العدالة في السماء .

العدالة في السماء …….

توفيق جاد

كنت ألاحظ أن هناك الكثير من الظلم والإجحاف في مجالات كثيرة في حياتنا اليومية ، ومنه ما هو كثير وينتشر كما النار في الهشيم ، ما يحصل في مجال الوسط الثقافي والأدبي ، وكنت أحسبه فسادا محدودا ، إلا أنني وضمن مسيرتي المتواضعة في هذا الوسط ومن خلال نشاطاتي ومتابعاتي ، وجدت أن هناك الكثير ، والكثير جدا من الظلم والشللية ونسب الأمر والجهد لغير أهله ، كأن ينسب عمل ناجح ما لشخص أو أشخاص ليس لهم علاقة بالأمر أو الجهد والنشاط الذي قام به شخص أو مجموعة أشخاص بذلوا الكثير من الجهد والعمل وبكفاءة عالية واقتدار . إلا أننا نلحظ أن النتائج والتكريمات تأتي لمن هم متنفذين في الوسط ، وليسوا أهلا ولا يستحقون هذا الإطراء والمديح ، ويدخل ذلك تحت بنود ومسميات عدة ، من أهمها :

الشللية ، الصداقات والعلاقات الخاصة ، الأنوثة عند بعض الذكور ، الذكورة عند بعض الإناث ، المصالح الشخصية ، الرشاوي بأشكال مختلفة ومتعددة ، السرقات العلنية المكشوفة والمخفية .

أعتقد بأنه عار وعيب على كل من يعمل في مجال الثقافة والأدب والإعلام ، أن لا يكون نزيها في تنسيب كل جهد أو عمل لصاحبه ، ونسب هذا العمل وتجييره للغير إرضاء وتقربا لمن هم ليسوا أهلا لذلك .

أعلم بأن الغالبية العظمى يلاحظون هذا ، والكل يستنكره ويشجبه ، ولكن للأسف الشديد أن بعض من يشجبونه ، هم الذين يقومون بهذه الأعمال الفاسدة .

الأمر المحزن والمخزي أن هؤلاء ، منهم من يعتبرون أنفسهم قامات أدبية أو إعلامية .

أتساءل : إلى متى سيبقى هذا الظلم واقعا ؟

أما آن الأوان لأن نستقيم ونبتعد عن سرقة جهود الآخرين ؟

إلى متى سيبقى محمد يرث ، ومحمد لا يرث ؟

إلى متى سيبقى هناك زيد وعمرو ؟

متى سنسمي الأمور بمسمياتها الصحيحة ؟

متى سنضع الأمور في نصابها ؟

متى سننسب الفضل لأهله ؟!

كفى فسادا .. عودوا إلى رشدكم أيها المتخاذلين.. أنصفوا من يعملون.. لا تقوموا بقتل كفاءات تقوم على البناء في الإنسان والأوطان.. لا ترفعوا من شأن من هم عبئ على العلم والثقافة .

كل الفاسدين ظاهرين ومكشوفين ، وما على الشرفاء إلا تعريتهم وإهمالهم ، وإنصاف من يعملون ويبنون ، اعدلوا هو أقرب للتقوى ، فالظلم ظلمات .

تعليق واحد

  1. د. معتصم درايسه

    كلامك استاذ توفيق واقعي وملحوظ على ارض الواقع، فالموضوعية في هذا الإطار تكون معدومة بسبب العوامل التي تفضلت وذكرتها مع ان من يتعمد أكل حقوق الآخرين المادية أو الأدبية يناله إثم كبير من الله.