الرئيسية / كتاب الموقع / زعاطيط.. بسام السلمان

زعاطيط.. بسام السلمان

زعاطيط

بسام السلمان

وصفت قبل اكثر من عشر سنوات، إحدى الحكومات الأردنية الشعب الأردني (بالمراهقة العاطفية السياسية). ذكرتني هذه المقولة بقصة لرئيس وزراء العراق الأسبق نوري السعيد (قُتل 1958) أشار فيها إلى ما اعتبره قلة الدراية والخبرة في السياسة، بمفردة من أكثر المفردات شعبية وتعاطيا في المجتمع العراقي «زعاطيط» حيث قال بعد أن رفع الباشا كفيه إلى السماء قائلاً: «اللهم أشكو إليك زعاطيط السياسة)). وكلمة الزعطوط في العرف الشعبي تعني الصغير والذي لا يعرف شيئا ولا يفقه في أي شيء أي الدخلاء والمتطفلين على أمر من الأمور وقضية من القضايا.

 ترى هل يأتي علينا يوم في الأردن نرى رئيس وزراء يقف أمام جماهير الشعب الحاشدة والتي تصرخ وترفع صوتها بسبب ارتفاع الأسعار الذي أصبح لا يطاق سواء لذوي الدخول المتوسطة أو الدخل المحدود، الاسعار التي اصيبت بالجنون والتي ما زالت الحكومة تهدد برفعها، أو عمال الأرصفة الذين لا يجدون من يقدم لهم إلا برد الصباح وهم ينتظرون فرج الله برفع قلاب حصمة أو حفر جورة امتصاصية في قرية لم تصلها شبكة الصرف الصحي أو تنزيل شاحنة اسمنت، او مرضى يعانون الالم بسبب ما ابتلاهم به الله باصابة مرض خطير او مزمن وترفض الصحة منحهم تحويلا على مستشفى كفاءته افضل بقليل مما لديها، او سائق سيارة يدز سيارته الفارغة من البنزين بسبب الارتفاعات الجنونية للمحروقات او طفل يبكي الما وجوعا لعدم استطاعت والده شراء علبة حليب، او عدم وجود علاجات في صيدليات المستشفيات والمراكز الصحية. هل نسمع رئيس وزراء بعد أن يرفع يديه إلى السماء يشكونا الى الله لاننا غير مدركين لقرارات الحكومة التي كلها في صفنا وصالحنا، وان المواطن الاردني يتذمر كثيرا من رفع اسعار المشتقات النفطية، ترى هل يأتي يوم علينا يقول رئيس الوزراء (( اللهم أشكو إليك زعاطيط الشعوب، شعبنا الأردني)) ويقول الوزراء”آمين”

ولسان حال الشعب يقول («اللهم نشكو إليك زعاطيط الوزراء)).

2 تعليقات

  1. الشاعر ماجد السقار

    الشاعر ماجد السقار
    حسبنا الله ونعم الوكيل

  2. فيصل الدردور ابو عامر

    حسيبهم الله أعداء الشعب الاردني المظلوم المقهور العاطل عن العمل للأسف الشديد. . حسبنا الله ونعم الوكيل وكفى بالله وكيلا