الرئيسية / كتاب الموقع / من حكاياتي التي لا تنتهي… (الـــــمهرج)

من حكاياتي التي لا تنتهي… (الـــــمهرج)

 

محمد خالد بديوي

لكل زمان ؛ ــ مهرجين أثنين ــ .
ـ مهرج : لا غنى عنه .
ـ ومهرج لا بد منه .
كنت صغيرا وعنما سمعت هذه الكلمات لم أدرك معناها،ولكنني أسأل كثيرا ..فسألت لم هم اثنان، وليسوا ثلاثة أو أكثر؟!
ثم نسيت الموضوع حتى رأيت حكيما كثير العلم واسع الثقافة يهتم بالوعي وما يمكن أن يفعله في الأمم.
ثم لم أناقش الموضوع وأنا أراه كمهرج محترف قادر على تقمص
الشخصيات وتقليدها بإتقان كبير يضحكك متى شاء وإن كان له صفنات عجيبة وغريبة…ثم بدأت ألاحظ تحول في شخصية أحببتها لله وفي الله.
سيرة المهرج كانت وكأنها تلاحقني ليس لأني أتقنها بل لأنني أحببتها
تثير في قلبك السعادة حتى ولو كنت أعظم الناس حزنا..وللأمانة مقاس حزني أصعب من ان يحاط به لكنني مع ذلك أميل للطرفة والمزاح وما ينثر الحب مجانا ومن
خلال فهمي البسيط الذي كان دون معلم حقيقي بدأت أفهم بعض المعاني وإدراك ما يقدمه الأدب للفرد إذا كان مقتنعا وقادرا على ضرورة
أن يكون إنسانا وعبدا لله تعالى وأن الأخلاق زاد القلب وزوادة الحكمة التي كنت أحسها تجري في دمي
وكان غريبا ان أقول : لا بد من مهرج ثالث لتكتمل معادلة معجونة بالتوافق والتناقض
فقلت لصديقي: قالوا..وأنا أدعم قولهم، لا بد من مهرج ثالث. سيكون وجوده نعمة علينا نحن بؤساء الأرض وعشاق السماء…لكن من هو المهرج الثالث وماذا سيفعل للناس لتسليتهم.؟
تفاجأت ذلك اليوم بأن الحكيم يجمع كل شئ؛ من والحكمة والعلم، الى الحكايات التي يؤلفها خلال جلوسه
إلى ..إلى ..إلى..حد الجزم بخراب قلبه وبصيرته المعطوبة..فانهال علي الحزن!!! كنت عصاه في حضوره وغيابه فكيف يحاول البعض وبطرق بذيئة ان يختلق له أفعالا حميدة
ولكنهم في حضوره هم الرجال وأهل الثقافة التي جفت في بلدة كانت من أجمل بلاد الله تعالى أيعقل أن يكون المهرج حكيما..وأن ينتقص الحكيم من المهرج المتعب.؟!
لم أتمالك نفسي ودمعي ذات يوم وأنا أحمل عنه ما طرزته أصابعي لأرميها في عيون رشقته بالبذاءة
وقلت : لا بد من مهرجين اثنين كما قالوا..أما أنا فأقول لا بد من مهرج ثالث…
أقول : لا بد من مهرج ثالث . ذلك القابع ما بين النصائح والنقد…وغالبا يشكو من ألم مزمن سببه هذا الكم الهائل من النصائح والنقد الذي بدأ يتكاثر ويتحول مع مرور الأيام الى كلام مكرر لا معنى له..ولا أحد غيره يدرك ويعلم ما يدور حولنا..وينثر الكلام كما يشاء..حتى اكتشفت أنه يعي تماما ما هو وما يفعله لكنه لا يرى من الرجال غيره ..هو وثقافته واستهزاءه بكل من جرحت الدنيا قلبه… كلاااااام ..مجرد كلااااااام…

ليلة الأمس زارني بطريقة تحمل طرفة مقرفة وحاول أن يؤثر بمن يتأثر به وبخبث أراد ان يجرح قلبي ومشاعري أمام الناس بأنني من خلال إساءات مبطنة بالطرف الثقيلة، لم يحاول وهو يعرف بأنه بالنسبة لي إنسان له الاحترام ..فقلت له وأنا أؤمن انه يحدق في عيني وأنا أبتسم لا أدري السبب قلت له:
ــ ركز معي يا ( أبو النصايح ) . الصداع يشوش الرؤية، والذاكرة، ويتسبب بفقدان التركيز…نعم فقدان التركيز نعم ولست أنا الذي يُخدع لمن هم مثلك فاحذرني!!
ظننت أنني انتهيت هنا..لكن هناك أسئلة قديمة بانتظار إجابات قد لا تأتي وقد لا تعطينا ما نريد لأنها ترغب الاحتفاظ بالحقيقة وتغرقنا بحكايات لم تحدث إلا على الورق. ما معنى ضرورة وجود المهرج حتى في قيادات الدول الكبيرة..لماذا مهرج..وما معنى لا بد منه..أو ما الفرق بين الذي لا بد منه..ومن لا غنى عنه؟! وهل فعلا ان صور المهرج أكثر مما أظن لكنها تعيش في طبقات ومراتب! عن نفسي صدقت..فالرجل الذي أعرفه ليس من أهل السياسة..وفي مجتمعنا لا كلام فصل في تحديد شخصيته.
ما علينا..
ما الفرق بين الذي لا بد منه..ومن لا غنى عنه.؟!

5 تعليقات

  1. فهمي عبد العزيز

    الذي لا بد منه.. ولا غنى عنه… جليس يثري معارفك.. شرواك.. يغنينا بعلمه وأدبه….

    • محمد خالد بديوي

      أستاذي الجميل د. فهمي عبدالعزيز نحن من يحتاج لكم ولعلمكم وخبرتكم وكم أتمنى ان يترجم ذلك الى واقع.
      شكرا جزيلا لكم على اهتمامكم الكريم وحضوركم الكبير
      احترامي و تقديري

  2. محمد خالد بديوي

    وآلله كلامك منطقي وذهب القدر بده ثلاثة ليركب…مثال الخربة المسلسل السوري أيضا رائع
    شكرا جزيلا لكم على اهتمامكم الكريم
    احترامي و تقديري

  3. ما بينفع وجود بو نايف و بو نمر بالخربة الا بوجود اذنابهم جوهر و توفيق
    وكذلك المهرجين لا يكنمل وجودهم الا بوجود المهرج الثالث لتركب قدر الحياة

    • محمد خالد بديوي

      وآلله كلامك منطقي وذهب القدر بده ثلاثة ليركب…مثال الخربة المسلسل السوري أيضا رائع
      شكرا جزيلا لكم على اهتمامكم الكريم
      احترامي و تقديري