الرئيسية / كتاب الموقع / اللمة الحلوة

اللمة الحلوة

اللمة الحلوة

بسام السلمان

كل كلام جميل عن “اللمة الحلوة ” لن يفي شعورنا ونحن فيها حقًا، فإننا لا نشعر بوجودنا أو بالسعادة الحقيقة بقدر ما نشعر بها ونحن وسط من نحب، من أهل وأقارب وجيران وأصدقاء وغيرهم من الأشخاص المقربين، فإن اليوم الواحد مع هؤلاء يساوي عمرًا بأكمله.

خلال زيارتي لاحدى عماتي”شقيقة والدي ” حدثتني عن لمة حلوة وجميلة تجمع زوجها باشقائه وشقيقاته وقالت انهم يوميا يلتقون في منزل زوجها كونه شقيقهم الاكبر.

واضافت وهي سعيدة جدا بوصف الأمر ان من يتأخر يعتذر ويكون تأخره بعذر وتؤكد ان الاشقاء والشقيقات يواضبون على هذه اللمة التي اسمتها اللمة الحلوة.

وقالت: كيف لا أحب هذه اللمة الحلوة التي تجمعنا مع من نحب من الناس وأقربهم إلى قلوبنا، فعندما نكون مع الاهل نشعر بأمان وسعادة حقيقة، ونشعر أننا لا نريد أي شيء آخر من هذه الدنيا.

في المقابل وصف لي صديق مقرب حزنه لانه يفتقد مثل هذه اللمة الجميلة والحلوة، وقال “كنا ايام حياة والدي خاصة ايام العيد نذهب انا وجميع اخواني مبكرين الى مضافته ونتناول فطورا خفيفا تكون اعدته امي ثم ننطلق بمعيته الى الجيران والاقارب وبيوت المنقوصين”المتوفيين ” ونعود مسرورين بلمتنا الحلوة مع ابي”.

واضاف ولكن… سكت قليلا، ثم تابع: بعد وفاة والدي لم نعد نرى بعضنا حتى في العيد.

وقال: صباح يوم العيد اجهز القهوة السادة واجلس في بيتي انتظر اي من اخوتي الذكور او الاناث لكنهم لا يأتون، حتى تلفون لا اسمع منهم.

واضاف: حينما تكبر ويتقدم بك العمر سوف تدرك معنى قضاء الوقت الممتع وسط تجمعات العائلة، وسوف تندم على كل لحظة ضاعت من عمرك دون أن تكون إلى جوارهم.

اللمة الحلوة في هذه الاوقات الصعبة والقاسية التي تمر علينا تلطف الأجواء والمشاعر التي تتخلل نفوسنا، فنحن مهما مرت علينا السنوات سوف نبقى ممتنين لتلك اللحظات الجميلة التي نعمنا فيها بصحبة من نحبهم ولربما لم يعودوا موجودين معنا الآن.

واعتقد إن لمة الأهل الحلوة كفيلة بأن تنسي الإنسان كل ما يشعر به من هم أو حزن، فمهما كانت مشاغلنا يجب أن نحرص على تخصيص وقت لأصدقائنا وأهلنا، فنتحدث ونضحك، ونتذكر مواقف لنا مضحكة، وبهذا تتجدد طاقاتنا، ونشعر أننا على استعداد لمواجهة ضغوطات حياتنا مرة أخرى، ولكن بصبر أكثر، وبروح صافية، وقدرة أكبر على حل المشكلات.

فاللمة هي ما تجعل لحياتنا قيمة، فمن منا يقدر على أن يعيش وحيد بدون أصدقائه أو أهله ليشاركوه أفراحه وأحزانه، ويقفون بجانبه في شدته، ويحاولون التخفيف عنه، ويساعدونه في حل مشكلاته، والصعوبات التي تقابله.

فهذه التجمعات تكون صادقة، وخالية من التكلف والتكبر، ولا نحتاج أن نظهر ما ليس بنا، أو ندعي شيئا ليس فينا، الاصدقاء والأهل يعرفوننا في كافة حالاتنا، ولهذا تكون تلك الفرصة كافية لإدخال الفرحة والسرور على قلوبنا، حتى أنها فرصة ليلتقي أطفالنا ويتعرفون على بعضهم.

وانا اعترف إنني أول المقصرين في “اللمة الحلوة “

3 تعليقات

  1. فهمي عبد العزيز

    هاي كانت زمان.. لما كانت البساطة والقيم المجتمعية الخالية من زفر المنصب والمال..؟!
    لكن يا عزيزي أبو أحمد..
    هاي اللمة الحميمية صارت أقوى بالانتخابات… مع إنه ولا أسرة أو عائلة الأب الكبيرة من كل عشيرة في كل الرمثا… متقاضبه.. وما حدا بتشيل بصاع لا كبير ولا صغير..؟!؟!
    ليش برأيك يا عزيزنا..؟!
    احترامي…..

  2. الله يديم المحبة والمودة

  3. انا أسميها لمة حبايب
    الله يحفظك ويحفظ احباب قلبك
    ونحن الان بحاجه الى هذه اللمه الحلوه كما قلت
    والله يحنن القلوب على بعض