الرئيسية / كتاب الموقع / نظام رباني عظيم يفوق قدراتنا

نظام رباني عظيم يفوق قدراتنا

شحادة أبو بقر

الرمثانت

ليس فاقد البصر هو الأعمى, والأمثلة الكثيرة عن كرام فاقدي بصر أبدعوا وأحرزوا أعلى الدرجات العلمية بالبصيرة دون البصر، وإنما الأعمى، هو من لا يرى “الله” وعجائب قدرته في الكون بكل تفاصيله.

أعلمنا الكريم العظيم سبحانه, كيف نتعرف إليه في أنفسنا وفي الآفاق حيث يرينا آياته على الدوام, في كون تسبح سائر مكوناته في فضاء عظيم, ومنها كوكبنا الأرضي الطائر في فضاء رحيب يحملنا جميعا وبكل موجوداتنا, كما لو كنا في طائرة دوارة تتحرك بنظام محكم منذ ملايين أو مليارات السنين, ومع ذلك, يتحدث بعضنا عن ما يسميه الطبيعة وتطورها كما لو كانت نظاما لا يخطئ أبدا !!!.

قدرة الله جل جلاله, موجودة في أنفسنا وفي أنفاسنا وكلامنا وهوائنا ومائنا وسمائنا وأرضنا وأسماعنا وأبصارنا وأدمغتنا وكل عضو من أجسادنا, ومع ذلك, منا من لا يرى بالبصيرة أن كل هذا يعمل وفقا لنظام رباني عظيم يفوق في دقته وإنضباطه, قدراتنا العقلية حتى الآن, على الإحاطة بالكثير الكثير منه بأمره سبحانه.

يعلم الجميع, أن هذا التطور الهائل الذي شهده العالم في الإكتشافات العلمية الخارقة, عمرها لم يبلغ 400 عام حتى الآن, وهو تطور أشبه ما يكون بالنبش بدبوس في جبل عظيم شاهق من أسرار “الله” وعظمة خلقه تعالى, ومع ذلك كثرة منا لا ترى “الله” سبحانه “أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون”.. سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد”. صدق الله العظيم.

هنيئا لمن يرى “الله” جلت قدرته بالبصيرة, فلا يقدم على عمل حتى ولو بكلمة نابية بحق إنسان آخر, إلا وقد إرتجف قلبه خوفا وخشية من رب العالمين, ومثير للشفقة من عميت بصيرته فلا يرى” الله ” كل صباح في صورته مقابلا لمرآت بيته, ليسأل النفس الأمارة بالسوء, ترى هل خلق هذا الجسد المشحون بالروح والنفس ذاتها, من صنع طبيعة جامدة, أم من خلق خالق عظمته لا يحدها حد ولا زمان أو مكان أو قدرة؟.

هذا الكون العظيم الآخذ في التوسع هو خلق الله جل جلاله, رحمته وسعت كل شيء لمن تاب وآمن وإهتدى , وبطشه وعذابه شديد بمن عمي أو تعامى وجرفته زينة الحياة الدنيا ففسد خلقه وعمله وسلوكه وكلامه, إذ توهم أن الله غافل عما يفعل, أو هو في نظره غير موجود أصلا , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

هو سبحانه وتعالى من أمام قصدي