الرئيسية / من هنا و هناك / هل تغلق تركيا مكاتب حماس في إسطنبول؟

هل تغلق تركيا مكاتب حماس في إسطنبول؟

أثارت تصريحات القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية في أنقرة، إيريت ليليان، الكثير من التساؤلات حول إمكانية إقدام تركيا على إغلاق مكاتب حركة حماس الفلسطينية في إسطنبول.

يأتي ذلك في إثر تطبيع العلاقات والتقارب الأخير بين أنقرة وتل أبيب.

وكانت المسؤولة الإسرائيلية، قالت في لقاء مع الصحفيين، الجمعة الماضية، إن ”إسرائيل تتوقع إغلاق مكاتب حماس في إسطنبول“.

وأشارت إلى أن ”وجود مكاتب للحركة في تركيا بمثابة أكبر عقبة أمام التوجه الإيجابي بين البلدين“.

وأضافت: ”حماس منظمة إرهابية وليس سرا أن إسرائيل تتوقع من تركيا إغلاق هذا المكتب وترحيل النشطاء من إسطنبول“، وفق تعبيرها.

خطوة متوقعة

وفي السياق، رجح خبراء ومختصون في الشأن السياسي، أن تقدم تركيا على مثل هذه الخطوة ولكن بشكل محدود.

وقالوا إن ”أنقرة تعمل ومنذ بداية التقارب مع إسرائيل على تحجيم نفوذ حركة حماس داخل أراضيها“.

وأشاروا إلى أنه ”مع بداية التقارب التركي الإسرائيلي لوحظ رحيل عدد من النشطاء التابعين لحماس وقيادات بالحركة إلى دول أخرى“، الأمر الذي رُبط في حينه وفق تقارير إعلامية بطلبات قدمتها تل أبيب لأنقرة بهذا الشأن.

وقال المحلل السياسي، جهاد حرب، إن ”التقارب التركي الإسرائيلي مرهون دون شك بعلاقة أنقرة بحركة حماس“.

وأضاف حرب أن ”العلاقة بين تركيا والحركة لن تكون كما في السابق، خاصة في ظل المتغيرات الجديدة بالسياسية التركية“.

وأوضح في تصريح ”إرم نيوز“، أنه ”على الرغم من التصريحات التركية الإيجابية بشأن عدم تأثير التطبيع مع إسرائيل على العلاقات مع الفلسطينيين؛ إلا أن الواقع على الأرض خلال الفترة المقبلة سيكون مختلفا بشكل كبير“.

وتابع: ”لا استبعد أن تغلق تركيا العديد من المكاتب والمؤسسات التابعة لحماس والتي تعمل بشكل أو بآخر لخدمة مصالح الحركة على الأراضي التركية“.

وأشار إلى أنه ”وفي الآونة الأخيرة لوحظ رحيل عدد من قيادات حماس عن الأراضي التركية“.

وأردف المحلل السياسي: ”بتقديري ستضغط تل أبيب على أنقرة من أجل إغلاق مكاتب حماس في إسطنبول، وستقدم لها قوائم بأسماء شخصيات تعمل ضد المصالح الإسرائيلية وتطالب بترحيلها من الأراضي التركية“.

وشدد على أن ”ذلك سيؤثر سلبا على العلاقات التركية مع حماس“.

وأشار حرب، إلى أن ”حماس تحاول احتواء الموقف سواء من خلال صمتها الإعلامي على التطبيع التركي الإسرائيلي، والتأكيد على موقفها من العلاقات مع تركيا“.

وبين أنه ”على الرغم من ذلك إلا أن نشطاء الحركة سيعانون من التضييق خلال الفترة المقبلة“.

تفاهمات تركية إسرائيلية

من ناحيته، رأى المحلل السياسي، أيمن يوسف، أن ”التصريحات التي أدلت بها المسؤولة الإسرائيلية فيما يتعلق بإغلاق مكاتب حماس في إسطنبول تشير إلى وجود تفاهمات بين أنقرة وتل أبيب فيما يتعلق بنشاطات حماس على الأراضي التركية“.

وأضاف يوسف، لـ“إرم نيوز“، أن ”مثل هذه التصريحات لا يمكن أن تصدر عن مسؤولة إسرائيلية إلا في حالة طرح هذا الموضوع على طاولة النقاش بين المسؤولين الإسرائيليين ونظرائهم الأتراك، ووجود تجاوب من الجانب التركي بشأن المطالب الإسرائيلية“.

وأشار إلى أن ”حماس ستكون مضطرة خلال الفترة المقبلة للبحث عن دولة جديدة من أجل إدارة استثماراتها ونشاطاتها الخارجية“.

وقال إن ”تركيا لن تمنح الحركة ونشطاءها الحرية في العمل داخل أراضيها كما كان في السابق“.

وأضاف: ”يمكن لتركيا أن تمضي قدماً باتجاه تقييد نشاطات حماس على أراضيها؛ ولكن بشكل تدريجي“.

وبين أن ”إمكانية إغلاق مكاتب الحركة في إسطنبول هو قرار يحتاج إلى فترة طويلة من أجل تنفيذه، خاصة أنه يعني إنهاء العلاقات بين الجانبين“.

واستدرك يوسف: ”لكن بتقديري إن تركيا بحاجة إلى إبقاء الحد الأدنى من العلاقات مع حماس كورقة ضغط على إسرائيل من ناحية، ومن ناحية أخرى لتسويق نفسها كوسيط إقليمي بين إسرائيل والفلسطينيين خلال المرحلة المقبلة“.

ضغط إسرائيلي

في المقابل، ذكر المحلل السياسي مصطفى الصواف، أن إغلاق تركيا مكاتب حماس في إسطنبول ”أمر مستبعد“.

وأضاف الصواف أن ”تصريحات المسؤولة الإسرائيلية تأتي في إطار الضغط على أنقرة للاستجابة لمطالب تل أبيب بهذا الشأن“.

وأوضح في حديثه لـ“إرم نيوز“، أن ”إسرائيل تأمل في استجابة تركيا لمثل هذه المطالب“.

وتابع: ”لا أعتقد أن تركيا يمكن أن تقبل بهذا الأمر من الجانب الإسرائيلي، وستحافظ على علاقاتها مع حركة حماس رغم كل الإشاعات حول التوتر بين الجانبين“.

وأردف: ”بتقديري تركيا لا ترغب في أي ضرر بالعلاقة مع حماس والفصائل الفلسطينية، كما أن الحركة ملتزمة فيما يتعلق بعدم تنفيذ أي عمل عسكري ضد إسرائيل من الأراضي التركية“.

واعتبر أن ”ذلك يرفع الحرج عن أنقرة“.

وأوضح أن ”العلاقة بين تركيا وإسرائيل ليست جديدة أو مستحدثة ولها عشرات السنوات شهدت توترا في السنوات الماضية، وربما تكون أنقرة وسيطاً جيدا بين حماس وتل أبيب“.

وأكد أن ”التقارب التركي الإسرائيلي لن يؤثر على العلاقات بين أنقرة وحماس“، وفق تقديره.