الرئيسية / كتاب الموقع / تقى كبرت ومازالت تنتظر مدرسة حارتها

تقى كبرت ومازالت تنتظر مدرسة حارتها

بسام السلمان

في عام 2017 نشرت مقال بعنوان “تقى تمشي وتبكي لتصل مدرستها ” عن اطفال حي المسرة والاحياء المجاورة والذين يفتقدون الى المدارس وايضا الاحياء الجنوبية من مدينة الرمثا، ولان الرمثا محرومة من المدارس الجديدة، ولاننا نسمع ولا نرى، نسمع الضجيج والصياح ولا نرى الطحين، فان المدارس تذهب بعيدا عن مدينة الرمثا تاركة اطفالها يمشون مسافات طويلة في حر الصيف وبرد الشتاء دون ان يكون لهم من يبكيهم.

عندما نشرت المقال اتصل بي وزير التربية في ذلك الوقت تيسير النعيمات وكان في زيارة لمدرسة مصعب عندما احترقت ووعدني بان مدرسة تقى او مدرسة النهضة او اي اسم سيتم المباشرة بها خلال ايام، ولكن وللاسف تخرجت تقى من المدرسة وتفوقت بالتوجيهي ودخلت الجامعة وقد تتخرج من جامعتها وتصبح معلمة ومدرستها لم تبنى بعد.

تاليا المقال الذي نشرته في ذلك الوقت.

تقى تسكن في حي المسرة او المصرة كما يلفظها البعض، وتقى تبلغ من العمر 15 سنة او اقل، تقى والتي هي حال كل بنات المنطقة الغربية في مدينة الرمثا والتي يسكنها اكثر من 7000 بني ادم وتعادل احدى القرى، تقى واسمحوا لي ان اكرر اسمها كثيرا لانها تعاني وتعاني وتعاني وتستحق ان تكرم كثيرا، تقى تمشي اكثر من 3 كيلو مترات في الصباح ذهابا الى مدرستها وتعود بمثلها ايابا في المساء من اقرب مدرسة الى بيتها، وتقى تحمل حقيبتها المليئة بالكتب وتمشي، تمشي في شوارع تكاد تكون في المساء نائية وفارغة الا من نباح الكلاب التي تنتشر بكثرة وتعاني تقى ومثلها الكثيرات من بنات الرمثا مع اقتراب الشتوية حيث ستخرج تقى في الفجر بعد ان تصلي وترفض تناول طعامها خوفا من ان تتأخر عن الطابور الصباحي وستعود المغرب والمغرب في فصل الشتاء يعني بداية الليل.

تقى تبكي كل يوم رغم انها تحب مدرستها وتعشق صفها وتقدر معلماتها وزميلاتها لكنها تبكي من بعد المسافة ذهابا وايابا وتبكي خوفا من ليل الذهاب الى المدرسة وليل العودة الى بيتها، تقى تبكي خوفا طوال طريقها من والى المدرسة خوفا من الكلاب المنتشرة التي اصبحت تنتشر في كل مكان، تقى ترى في منامها وحوشا كثيرة في طريقها لمدرستها، تقى تبكي قهرا عندما تجلس مع بنات من جيلها لا تبعد المدرسة عن بيوتهن الا امتار قليلة، تقى لا تطلب ان تكون المدرسة قرب بيتهم، لا انها لا تطلب ذلك ولكنها تطلب ان تكون قريبة من حيهم الذي يعاني اطفاله بعد المدارس وضيق الشوارع وعدم وجود خدمات فيه.

ترى، وهذا الكلمة ترى، لاصحاب المعالي والسعادة والعطوفة الذين يسمعون صوت بكاء تقى، ترى هل تقبل لابنتك ان تمشي كل هذه المسافة لتتلقي العلم؟ وهل نقبل لطفلتنا وانا واحد منكم ان تبكي طول الطريق الى المدرسة خوفا وهلعا؟ وهل ترضى لابنتك ان تصحو من نومها لتذهب الى المدرسة فجرا وتعود ليلا لتنام؟

ان تقى محرومة من طفولتها فانقذوها.

 

تعليق واحد

  1. فهمي عبد العزيز

    لا غرابة يا ابو أحمد.. فالنعيمي وأمثاله غارقين مستغرقين في نعمهم.. ولا سواك وأمثالك يتوجعون.. لا غيرك ممن يعانون ضيق اليد يشعرون بتقى..؟!
    فكلهم أولئك المنعمون المتمغطون على آرائك عمان.. مشغولين بتأمين مستقبل وهيف وريف ابنائهم حصرا.. ولا عندهم سوى أن يكذبون.. ما في حدا بحاسبهم.. طالما أن اقفيتنا المجتمعية ونوابنا وأثريائنا لا عندهم سوى التسحيج والطبطبة..؟!
    لكن المؤسف الذي نرى.. هؤلاء الأثرياء من عجيننا وطيننا.. فمن زكاتهم وصدقات نعمهم يمكن أن يبنوا مدارس لا مدرسة واحدة.. إلا أنهم من فرط التقوى المالية.. هههه.. وربما.. لا أكثر من بناء مسجد.. وبكونهم لا يرمون كسرتهم إلا على فرن بكامله.. وليس على رغيف.. ينتظرون بديله قصرا في الجنة.. هكذا هم معتادون على سكن القصور في الدنيا والآخرة..!!!!!!!!!!!!!!!!!
    أعرف منهم من بنوا مسجدا فارها ودار تحفيظ قرآن تقول مستشفى.. في حي صار مدينة.. يمتد من. الجلمة وحتى جسر الرمثا… تنقصه مدارس لا مدرسة..؟؟؟!!!!
    المعضلة يا عزيزي.. أن تحالف المال والسلطة.. ينتسبون إلى حزب اللحمة لا حزبك.. حزب الزلطة.. لذا تلك لحمتهم ليست إلا للمبادلة بقصر في الجنة..؟؟؟؟؟؟؟!!؟!!!!!!؟؟؟!!!