الرئيسية / كتاب الموقع / اضحك تضحك لك الصحة

اضحك تضحك لك الصحة

الشيخ رياض المرشد الزعبي

إذا تزامن مرضُكَ مع يوم اجازتكَ فأنتَ محظوظ ولا بد أن تفرح. ويجب عليك أن تفرح اذا تطورت معك الأمور و حصلتَ على تحويل إلى المستشفى. و طبعا رح تفرح لما يطلب منك دفع نصف دينار قبل ختم التحويل. حتى لو غيرت رأيك أو فقدت التحويل فإن النصف دينار قد دفعت وتم التشليح بنجاح.
و يبدأ يومك التالي بفرح طبعا لما تحضر مبكرا وتجد العشرات من امثالك يصطفون طوابير للحصول على دور في العيادة المحول إليها أو للمراجعة. ويزداد فرحك لما يدخل أحد موظفي الدوام على الزميل الجالس عند الكمبيوتر، ويضع بطاقة لقرابته النائم في البيت، فيأخذ دورك وأنت فرح…
ولا بد أن تزداد فرحاً وبهجة لما تصل إلى شباك الحجز بأمان و تتفاجئ أن دورك ٢١ ولم يكن هذا العدد قبلك.
ولا بد لك من الفرح والسرور عندما تصعد للطابق الأول إلى مسؤول الدور و تؤكد دورك فيخبرك أن الطبيب مجاز شهرا وهناك تغطية مكانه من غيره.
المهم يطلب منك أن تجلس في الإنتظار وليس أمامك إلا أن تنصاع لطلبه. نعم انه احد موظفي الأمن والحماية تم تكليفه ( على طريقة الصًّبة الخضرة) بتنظيم دور المراجعين وادخالهم إلى سرداب العيادات،
و تجده يمارس عليك جميع السلطات التنفيذية و التشريعية والقضائية فهو الآمر الناهي يدخل من يشاء إلى السرداب . ويؤخر من يشاء. فحذارِ أن تغضبه أو تخالفه.
و في نهاية الأمر ينادي باسمك فتدخل المرحلة الأولى من الإنتظار، و أمام باب العيادة يزداد فرحك عندما ترى بعض الأطباء وكبار الموظفين وغيرهم يٌدخِلونَ ذويهم دون أوراق ولا حجوزات…. وبعد الدخول تشرح الحالة للطبيب فيكتب لك العلاج… وتعود ادراجك لتصطف على شباك الوصفات الطبية على قدميك المرهقتين من أهوال المشاهدات و الملاسنات و التزريقات… ويتم اخبارك أن الدواء غير متوفر… نعم غير متوفر وأنت تأمينك درجة أولى…. والمفرح أكثر و الذي بجعلك تبكي من الفرح ان تخبرك مسوؤلة الوصفات بتوفر العلاج لكن يمنع صرفه… لماذا ؟ قالت: (هذا دواء للمعدة اختصاص باطني كيف يكتبه طبيب إذن وانف وحنجرة. ارجع إلى الطبيب خليه يغيره أو اشتريه من بره)….
عندها اكملت الضحك و تركت بقية الاوراق أمامها و خرجت مسرعا لألحق مغادرة بناتي من مدارسهن….
نسخة لمعاليه.
ونسخة لسعادته.
ونسخة لعطوفته
ونسخة لحضرته
ونسخة احتفظ بها لنفسي حتى لا أغير اقوالي.

تعليق واحد

  1. يا عفو ألله كم بدنا نضحك بباقي الدوائر
    مثل ما ضحكنا أيام دعم الخبز وغيرها وغيرها
    المهم : أنا كل يوم بضحك على الكازيه بخمس دنانير ، واللي مش عاجبه يضحك مكاني .