فراطة

 

فراطة

بسام السلمان

يعود مصطلح فراطة إلى الفعل فرط بلهجتنا المحكية والدارجة وتتعدد معاني هذه الكلمة فمن فراطة الخمسين دينار والتي لن تجد من يفكها أو يفرطها فأنت تسأل صاحب الدكان (عندك فراطة خمسين دينار) فيحلف ألف يمين بأنه بعده ما (استفتح) مع العلم إن جراره مليء بالفراطة وأيضا كلمة زلمة فراطة والتي تعني رجلا بلا قيمة ولا موقف ولا قدر وغير محترم، وله معنى  رومانسي حين تستغل أم العيال خلود أطفالها للنوم فتقوم بإحضار عدد من حبات الرمان وتفرطها لزوجها ليتناولها في ليلة يكون فيها القمر بدرا وتنتظر أن تسمع منه قليلا من الغزل والحب بينما هو يضع رأسه في صحن الرمان وتنتقل عيناه ما بين حبات الرمان وجسد المطربة في المحطة الفضائية فتتنهد وتقول في سرها (زلم أخر زمن زلم فراطة)  وتنتقل الكلمة الى شهري تشرين ثاني وكانون أول، شهري الخير والبركة، موسم فرط الزيتون في زمن بطولات الأطفال في تسلق أشجار الزيتون العالية اجتماع العائلة على شجرة واحدة ثم تنتقل إلى شجرة أخرى بأجواء مليئة بالحب والضحك والمرح بعيدا عن الفضائيات والفيس بوك والتيك توك والوتس اب، وتنتقل الى المعاصر وتزداد الفرحة وزيت الزيتون الصافي الاخضر والاصفر ينسكب من المعصرة في الأوعية البلاستيكية او التنك.

عودة إلى كلمة فراطة، برأيكم أي معنى نطلقه على وضع بلدنا هل هو عدم وجود فراطة بدكان السياسيين أم رجل فراطة كحال بعض رجال الدولة، ام نشبههم بشهر تشرين متقلبين؟

هذا المقال قديم تم تعديله حسب الظروف

 

تعليق واحد

  1. مواطن أردني أصيل

    فرط الرمان خلينا عنده بكفينا حيث يعود بفائدة للطرفين ولكن تختلف نوعية الإنتاج بالزيت،، شى عليه الزكاة بالانتاج،،، ألخ،،