ما فيه رحمه

 

بسام السلمان

حدثني اسماعين عن جلسته وصديقه ورفيق دربه في العمل في احدى مقاهي المدينة وقال: تختفي كلمات الحب والغزل من قاموس الرجل بعد الأسبوع الأول من الزواج وتصبح كلمة حبيبتي كلمة منقرضة هجينة وغريبة وقد فارقت البيوت بطلاق بائن بينونة كبرى.

وقال اسماعين: لما جاء الخلوي وصرنا نخزن الاسم مكان الرقم لسهولة الحصول عليه ومعرفة المتصل بسبب تشابه الأرقام فان الرجل أبدع أسماء ليست على البال ولا على الخاطر.

صديقي اسماعين قصير القامة لكنه صاحب حركة دائمة، مدمن على الرياضة سواء كانت على المدرجات او على الشاشات.  تزوج وأنجب الكثير من الأولاد والبنات قال “لي انه وفي ذات مساء خلال جلوسي مع صديقي في احدى المقاهي التي كانت تنقل عبر شاشة كبيرة مبارة الكلاسيكو، كنا نشرب قهوتنا الحلوة بانتظار صافرة الحكم معلنا بداية المبارة.

واضاف اسماعين “نظر صديقي الى هاتفه وقال ما زال هناك ربع ساعة لانطلاق المباراة، ولتمضية الوقت راح يستعرض امامي ميزات هاتفه الجديد والموجودة اصلا في كل الهواتف الذكية، قلب صديقي بأصبعه الشاشة وغمز بعينه دلالة على وضع رقم سري لكل شيء في تلفونه، وقبل أن نكمل معا مشاهدة مقطع إعدام فأر معلق بحبل ومكتوب خلفه كلمة(مظلوم) ومرافق أغنية حزينة تقول (يا حفار احفر قبري) رن تلفونه فظهر على الشاشة اسم ( ما فيه رحمة) ومن خلال حديث صديقي اسماعين عرفت إنها زوجته ولما أكملت الزوجة الطلبات فهمت منه انه خزن رقم زوجته تحت اسم ( ما فيه رحمة ).

قال اسماعين” قررت  في نفسي وفي سري أن اخزن رقم زوجتي عندما أتزوج باسم (حبيبتي أو عمري أو سيدتي)  وضحكت حتى أن صديقي استغرب ضحكتي، وكاد يقول لي ” ان الضحك بدون سبب قلة ادب ” لم يعرف صديقي سبب ضحكي، انا متأكد اني بعد الزواج سابحث عن اسم اخزن رقمها فيه مثل  « شو فيه»، «تعال للبيت»، «هات»، «الورطة»، (مصيبتي)« المحقق كنن»، «وين أنت» ، «بسم الله»، « شر البلية من يتصل»، «الكشرة»، (المكشرة) «الشرطة»، « ريا وسكينة»، «اللزقة»، «أعوذ بالله من الشيطان ».

وبعد قائمة الألقاب التي يعرفها اغلب الناس يأتي السؤال الأخير: هل هناك أزواج يخزنون أرقام  زوجاتهم  بأسماء غرامية وألقاب محببة. مثل( حبي عشيقتي عمري غاليتي) سؤال أظن انه غريب جدا جدا جدا. »؟.

زودونا بما عندكم، مع الاعتذار من سيداو ومن حقوق النسوة ومن كل نساء العالم.