الرئيسية / كتاب الموقع / من اجل حفنة دولارات “2 “

من اجل حفنة دولارات “2 “

بسام السلمان

يدور فيلم من اجل حفنة دولارات الامريكي حول غريب يصل إلى بلدة (سان ميغيل) الصغيرة ليخبره صاحب النزل او الفندق الصغير عن العداوة والبغضاء بين عائلتين تسعيان للسيطرة على البلدة،  ويحاول الغريب الاستفادة من الوضع وجني المال، فيقرر التلاعب بالعائلتين ليجعل إحداهما ضد الأخرى.

هذا الفيلم عرض عام 1964 وهو يعبر عن الصراع من اجل المال والمنصب معا، فأهل البلدة يتقاتلون من اجل المنصب والسيطرة على البلدة سواء كان منصب رئيس بلدية او نائب او رئيس نادي او رئيس غرفة تجارة او رئيس غرفة صناعة او حتى عريف صف، والقتال ربما لا يكون على طريقة الغرب الامريكي وانما قد تتعدد اساليب القتل الجسدي والمعنوي والفكري من قبل الاخوة والاصدقاء والجيران وابناء البلدة والعشائر وابناء الوطن، والهدف من كل ذلك الحصول على المنصب والذي بدوره يحقق مكاسب معنوية ومادية.

واما الصراع الثاني فهو من اجل المال وهنا يلعب السحيجة دور كبير في هذا الامر، والذين يعيشون في المجتمع غرباء لا مصلحة لهم الا انفسهم، والغربة لا تعني الانقطاع عن الناس وانما هو بمعناها الاناني، فكبير احدى العشائر يميل في الانتخابات مثلا مع من يحقق له ولأبنائه ولاحفاده مصالحهم، واخر همه ان يتم دعوته في كل المناسبات وان يتردد اسمه في المحافل الاجتماعية والمضافات ودعوته للقاءات انتخابية وحضور الصلحات العشائرية وحتى حضور المبارايات الشعبية ان لزم الامر، اهم شيء ان يبقى متواجد في تلك المحافل.

بطل الفيلم يعمل المستحيل من اجل ان يحقق تلك المكاسب ولا يهمه البلدة او ابناء البلدة وكل ما يحلم به هو جمع المال والدولارات بالنصب والاحتيال والقتل والسرقة، سرقة الذهب والاموال والمتاجرة بحياة الشباب من خلال نشر المخدرات في كل مكان دون ادنى مسؤولية.

ولا ننسى صاحب الفندق الصغير ودوره الاساسي نقل المعلومات وتصوير الامور كما يحلو له فلربما كان المستفيد الاول من الباحثين عن الدولارات، فهو يقدم المسكن والمأكل والمشرب والكنافة والسيارات والمياه وربما يتاجر بالاصوات وقد تصل به الامور ان يكون محاسب” يحمل حقيبة الدولارات بيده ” لدى احد المتنفذين من اجل الترويج له وشراء ما لا يمكن شراءه بالعلن وبيع ما يمكن بيعه بالسر بعيدا عن الأعين في ظلام لا يراه الا الله.

الفيلم عرض منذ 58 عاما لكنه ما زال يفسر عمل الحكومات والمجالس التشريعية والادارات المحلية والباحثين عن الثروة بشتى الطرق وغيره على مستوى العالم، واللاعب الاساسي هو من يقتل اي شيء من اجل حفنة دولارات.

تعليق واحد

  1. بارك الله فيك وفي قلمك وما يخط🤲🏼🤲🏼