الرئيسية / اخبار / حكومات ولكن .. الكباريتي: حينما يكون رئيس حكومه ( كامل الدسم) – الحلقه الاولى

حكومات ولكن .. الكباريتي: حينما يكون رئيس حكومه ( كامل الدسم) – الحلقه الاولى

كتب جهاد ابو بيدر  

حكومات ولكن..زاويه جديده سنعرج بها خارج الصندوق عن قصص لعدد من رؤساء الحكومات في التسعينيات وكذلك حكومات المملكه الرابعه..من وجهه نظر صحفيه..والتعليق على احداث قد لا يكون المواطن على علم بها وهي احداث كانت تدور في الغرف المغلقه ولم يتسرب عنها الا القليل..تابعونا

ذات ليله بارده من شهر شباط عام ١٩٩٦ كنت في مجلس النواب نتبادل اطراف الحديث انا وزميلي مدير قناه الجزيره الفضائيه حالياً ياسر أبو هلاله بعد اجتماع للنواب.. وكان وزير الخارجيه انذاك في حكومه الشريف المرحوم زيد بن شاكر الرئيس اللاحق عبد الكريم الكباريتي الذي وجد فيه الراحل العظيم الحسين الرئيس الذي كان يبحث عنه للقيام بثوره بيضاء بحكومه شابه يومها قال لي ابو هلاله.. انشر في شيحان بعد اسبوع الكباريتي رئيساً للوزراء.. يومها ترددت كثيراً في نشر هذا السبق الصحافي رغم معرفتي بقرب ابو هلاله الذي كان يعمل في صحيفه الرباط ذات التوجهات الاسلاميه من الكباريتي ولكن الشك ساورني وندمت اشد الندم لانني لم انشر الخبر يومها لانه وبعد ايام فقط تكلف الكباريتي بتشكيل الحكومه.

ولم تمر عمليه التشكيل بسهوله فقد اخذ الكباريتي الوقت الذي يريد لتشكيل الحكومه.. المميز في عمليه التشكيل انها لم تقتصر على اعضاء الوزارة كما يعتقد البعض.. فقد بقي الكباريتي في الديوان الملكي طيله فتره التشكيل لاختيار الفريق الذي سيعمل معه ليس في الحكومه فقط وانما في دائره المخابرات والديوان الملكي والامن العام وحتى الدفاع المدني على اعتبار انه كان يعتقد ان التناغم بين هؤلاء جميعاً هو الكفيل بنجاح الحكومه التي اطلق عليها تلك الايام حكومه الثوره البيضاء وبعد ان انتهى الكباريتي من ذلك الملف.. تفرغ لاختيار وزرائه الذين شاركوه الحكومه الاكثر جدلا في تاريخ الحكومات الاردنيه..

بين الجيولوجيا واداره المال كان الكباريتي.

لا نريد ان نعرج على شباب الرئيس الكباريتي وقصه خطفه في بيروت حينما رفع العلم الاردني وتم اختطافه من قبل احد التنظيمات هناك ولكن هذا الرجل الذي درس الجيولوجيا في الجامعه الامريكيه في بيروت لثلاث سنوات وحصل على بكالوريوس اداره الاعمال الماليه من الولايات المتحدة الأمريكية استطاع بحنكته وذكائه الحاد ان يثير الجدل حوله اينما حل وكذلك بما ينطق فهو سياسي واقتصادي يعرف تمام ماذا يقول واين يقوله وما التغذيه الراجعه من اثر قوله.

نحن هنا لا نريد ان نتحدث عن تاريخ الكباريتي وانما نريد ان نتحدث عن مواقف وعواصف واجهت هذه الحكومه وكذلك الاسماء من العيار الثقيل الذين كانوا في حكومته مثل عبدالله النسور وعبد الكريم الدغمي وعبد الهادي المجالي ومروان المعشر وعلي ابو الراغب وسمير قعوار وعوض خليفات وغيرهم…

وللكباريتي قصص كثيره سنوردها على حلقات في هذا الملف الذي اطلقنا عليه اسم (حكومات ولكن؟؟) ومنها قصه خلافه مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو.. وصراعه مع رئيس الديوان انذاك عون الخصاونه وكذلك قصته مع حسين كامل الهارب من صدام من الهروب الى الاغتيال الى ان وصل  الى هرم واحد من اهم المؤسسات الاقتصاديه في الاردن وهي البنك الاردني الكويتي. رم