الرئيسية / كتاب الموقع / هل تعرف صوبة الفوجيكا يا دولة الرئيس

هل تعرف صوبة الفوجيكا يا دولة الرئيس

 محمد صايل الخالدي

رسالة إلى رئيس الوزراء الأفخم إبن بلدة أيدون – اربد.
وحارس مرمى نادي الرعد سابقاً والذي خرج من رحم الشارع الأردني.

– دولتك هل تعرف هذه الصورة التي على يسارك. اتوقع انك تعرفها جيداً، لكن حصلت بينكم جفوة منذ مدة طويلة وابتعدت عنها بحكم منصبكم حتى غابت عن أذهانكم او مجرد التفكير بها أو بمن يستخدمها.
– دولتك تعرف أن هذه الصورة هي (لصوبة الفوجيكا) والتي تعمل على الكاز وهي الأقرب للفقراء وأقرب لهم من صورتك منها، حتى أصبحت هي المصدر الوحيد والأقرب للتدفئة.
– دولتك لا تنظر للشيء من جهة واحدة، بل أنظر اليه من جميع الجهات لترى الخلل.
– دولتك اتوقع انك تخرج من منزلك يومياً إلى مكان عملك ولا ترى إلا الشوارع النظيفة والسيارات الفارهة والمنازل المزخرفة بكل انواع الحجر في عمان الغربية، ولا تجلس إلا مع الوزراء والنواب والاعيان والصف الأول من رجال الدولة كما تسمونهم، ولا تجد منهم إلا رائحة العطور الفرنسية وأحدث الموديلات من البدلات الاوروبية.
– دولتك هل تعلم أن معظم الشعب الأردني في الأحياء المسحوقة في المدن والمخيمات والقرى والبوادي هم من يستخدمون هذه (الصوبة) التي تعمل على الكاز.
– هل تعلم دولتك أن تكلفة تشغيلها منذ الساعة العاشرة صباحاً ولغاية الساعة الحادية عشر ليلاً تكلف ( ٤) أربعة دنانير يومياً وتكلفتها الشهرية تقارب من (١٢٠) دينار أردني تدفعها الفئة المسحوقة في هذا البلد لشراء الكاز. الذين لا يكادون يؤمنون مصروف أبنائهم للمدارس يومياً عداك عن احتياجات المنزل التي تثقل كاهل الأب.
– أتمنى على دولتك أن تخصص من وقتك ولو بضع ساعات في يوم شديد البرودة للسير في شوارع القرى والبوادي والاحياء الفقيرة في المدن لتشتم رائحة ( الجفت – والحطب – والصرامي – والقماش – والكرتون – والبلاستيك) الخارجة من بواري الصوبات. – لكنك إذا دخلت هذه المنازل والبيوت فإنك ستجد الكرامة والشهامة والشرف وصبرهم ليبقى هذا الوطن مرفوع الراية.
– دولتك وصلت الحال بالناس إلى مرحلة لا يستطيع تحملها من القهر والعوز.
– لابد أن دولتك سمعت المقولة المشهورة للخليفة العادل عمر بن الخطاب عندما قال ( والله لو تعثرت شاة في العراق لكنت مسؤولاً عنها). واليوم معظم الناس تعثرت وبردت وجاعت وعطشت.
– دولتك هل تريد منا أن نوجه رسالة وبرقية عاجلة إلى من خلقك وخلقنا لنقول له ( اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا، وقلة حيلتنا، وهواننا على الناس، إلى من تكلنا إلى عدو يتجهمنا أم إلى قريب ملكته أمرنا).
– دولتك نحن لا نزال ننتظر الأيام الجميلة لعلنا ندركها لنتنعم بالحياة كغيرنا من الشعوب.