الرئيسية / اخبار الرياضة / احتجاج إيراني على تسمية بطولة الخليج في البصرة

احتجاج إيراني على تسمية بطولة الخليج في البصرة

 الرمثانت  – أعلن الاتحاد الإيراني لكرة القدم، السبت، أنه بصدد رفع شكوى لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) احتجاجا على تسمية خليجي 25 ببطولة الخليج العربي لكرة القدم، والتي أعطيت إشارة انطالاقها، الجمعة، بالعراق.

وأوردت وكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا” أن بيان الهيئة الكروية تدين ما وصفته بـ “استخدام اسم مستعار لللقب التاريخي للخليج الفارسي في الكأس”.

وكشفت الهيئة الكروية الإيرانية أنها ستسلم “وثائق غير قابلة للشك بشأن هذه القضية إلى “فيفا” من أجل حملها على “إصلاح الأخطاء غير المناسبة” في استخدام الأسماء، والتي تتعارض مع الأعراف الدولية، وفق الوكالة الإيرانية.

وزعمت مقتطفات من البيان نقلتها وكالة “إيسنا” أن اسم “الخليج الفارسي” هو الاسم الأصلي والتاريخي الذي تم استخدامه بشكل مستمر لسنوات عديدة في جميع اللغات والأدب العالمي، وقد تم ذكره بالكامل بهذا العنوان في أطالس تحتوي على خرائط قديمة ووثائق تاريخية.

وانطلقت النسخة الخامسة والعشرون من كأس الخليج العربي يوم الجمعة ، بمشاركة فرق كرة قدم من السعودية وعمان واليمن والبحرين والكويت وقطر والإمارات والعراق.

ويأتي هذا التظلم من قبل الاتحاد الإيراني للكرة، بينما لم يستخدم الاتحاد العراقي لكرة القدم، ولا حتى اتحاد كأس الخليج، اسم “الخليج العربي” للترويج للطبعة الحالية لهذه المنافسة الرياضية، بل اكتفى الجميع بالإشارة لها تحت اسم “خليجي 25”.

يذكر أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أثار تفاعلا على مواقع التواصل الاجتماعي، لدى استخدامه مصطلح “الخليج العربي” في بيان له بمناسبة انطلاق المنافسة الكروية الأهم التي تعقد في العراق بعد عقود.

ويرفض النظام الإيراني استخدام مصطلح “الخليج العربي” حيث دأبت على الاحتجاج رسميا في المحافل الدولية مطالبة باستخدام مصطلح “الخليج الفارسي” بديلا عنه.

يرى الباحث اللبناني، حسن منيمنة، أن صيغة “الخليج العربي” هي بالفعل مستحدثة، ومن اقترحها هو رجل الأعمال والنائب اللبناني إميل البستاني، في خمسينيات القرن الماضي، في أوجّ الهبّة القومية العربية، انطلاقاً من أن سكان شواطئ الخليج، سواء في الدول العربية المتاخمة له أو في إيران نفسها هم من العرب أو الناطقين بالعربية.

وتم اعتماد التسمية تلقائياً في الثقافة العربية، بينما وجاءت الترجمة الإنكليزية للعبارة أكثر دقة من الصيغة العربية، في إشارتها إلى الواقع الطبيعي.

ويشير ذات الخبير في مقال سابق  إلى أن حداثة مصطلح “الخليج العربي” لا يعني أن “الخليج الفارسي” هو الاسم التاريخي الدقيق، كما تريد المقولة الإيرانية المتكررة.

“فالواقع أن أشهر التسميات التي أطلقت على الخليج هي “خليج فارس” أو “بحر فارس”، وليس “الخليج الفارسي”، أي بالإضافة لا بالنسبة، في إشارة إلى أنه الطريق البحري الذي يصل إلى بلاد فارس” يقول منيمنة.

واعتمد التسمية البحارة العرب، ثم مؤلفو مصنّفات البلدان (الجغرافيا) باللغة العربية (ثم الفارسية).

فكما أن ما هو اليوم البحر الأبيض المتوسط يصل إلى بلاد الروم، فقد كانت تسميته بحر الروم، وكما أن ما هو اليوم المحيط الهندي يصل إلى الهند كانت تسميته بحر الهند.

ولم يكن في هذه التسميات أي إقرار بالسيادة على المياه الإقليمية أو اعتبار أو إنكار لملكية النطاق البحري.

ومن مفارقات الثورة الإسلامية في إيران أنها ضاعفت من الشعور والاعتزاز القوميين في المجتمع الإيراني، في حين أن الالتزام الإسلامي نظرياً متجاوز للقوميات.

رغم ذلك، تصر إيران على اسم “الخليج الفارسي”، وحظرت المطبوعات التي لا تستخدم هذا الاسم، وفق صحيفة نيويورك تايمز، بينما كثيرا ما أثار إصرارها “حفيظة الدول العربية التي نجحت في دفع أطراف مختلفة لاستخدام المصطلح المفضل لديها وهو الخليج العربي”

وترى الصحيفة الأميركية أن هذا التناحر قد يكون من بين أصغر الخلافات، لكنه ينم عن مستوى العداء والمنافسة بين الطرفين، ويؤخذ على محمل الجد من قبل العديد من المهتمين بالمنطقة، بما في ذلك البحرية الأميركية، التي تستخدم مصطلح الخليج العربي.

لماذا يهم الاسم؟في عالم يحاول فيه هذان الخصمان التفوق على بعضهما البعض ليكونا القوة الإقليمية العظمى، يمكن أن يكون الاسم قوياً أو يوحي بالقوة.

تم استخدام الخليج الفارسي عبر التاريخ، في الخرائط والوثائق والدبلوماسية، من الفرس القدماء، الذين هيمنت إمبراطوريتهم على المنطقة، إلى الإغريق والبريطانيين، بينما اكتسبت تسميته الخليج العربي زخمًا خلال الحركة القومية العربية في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، والتي دفعها الرئيس المصري جمال عبد الناصر، كما كتب المؤرخ لورانس جي بوتر في “الخليج الفارسي في التاريخ”.

في الستينيات، جعلت الدول العربية استخدام مصطلح الخليج العربي إلزاميًا، وهو الذي يستخدمه اليوم مجلس التعاون الخليجي.

يذكر أن الأمم المتحدة تستخدم مصطلح الخليج الفارسي، حيث وجدت ورقة بحثية عام 2006 أعدتها مجموعة عمل تابعة للأمم المتحدة إجماعًا في الوثائق التاريخية حول المصطلح، والذي قيل إنه صاغه الملك الفارسي داريوش في القرن الخامس قبل الميلاد.

ومع ذلك، استخدمت البحرية الأميركية مصطلح الخليج العربي لمدة 25 عامًا على الأقل، منذ حرب الخليج عام 1991، كما قال الضابط كيفن ستيفنز، المتحدث باسم الأسطول الأميركي الخامس، ومقره في البحرين، في حديث سابق لنيويورك تايمز.

وأضاف في رسالة لهيئة تحرير الصحيفة “من المفهوم عمومًا أن يكون قرارنا، بادرة ودية للتضامن للدولة المضيفة لأسطولنا وهي البحرين وشركائنا الآخرين في مجلس التعاون الخليجي في المنطقة لاستخدام المصطلح الذي يفضلونه”.

ويرى محللون تحدثوا للصحيفة الأميركية قبل سنوات أن الاسم كان دائما مصدر خلاف حتى في اللقاءات الدبلوماسية.

وقال فريدريك ويري، الخبير في سياسات الخليج في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن الأسماء والصفات “ليست مجرد دلالات”.

وتذكر ويري الاجتماعات التي تحولت إلى صراخ بسبب هذا الاسم.

وقال إن جوهر الأمر كان “نزاعًا جيوستراتيجيًا حول ملكية الخليج”.

من جانبه، قال كينيث بولاك، الزميل في معهد بروكينغز الذي شغل منصب مدير شؤون الخليج العربي في مجلس الأمن القومي الأميركي، إن المصطلحات التي يستخدمها المسؤولون الأميركيون أصبحت أكثر دقة، وأن المزيد من المسؤولين يقولون الآن “الخليج العربي، في حين يصفه آخرون ببساطة ” الخليج” فقط، بحسب الحرة.