الرئيسية / كتاب الموقع / ومِن نكد الدنيا على الحر !!

ومِن نكد الدنيا على الحر !!

محمد داودية

بعد مقاطعة استمرت 4 سنوات، لبّى الأردن طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للقاء الملك.
لم نقاطع نتنياهو “شطر بطر”، فتلك ليست من تقاليد السياسة الأردنية المتزنة.
قاطعناه لأنه وفّر الأسباب فوق الكافية لمقاطعته.
ولم تستدعِ وزارة خارجيتنا، السفيرَ الإسرائيلي في عمان مرتين خلال شهر، “شطر بطر” !!
وافق جلالة الملك على طلب نتنياهو، الذي لنا عنده حقوق ومصالح، كما له عندنا، وأكثر !
ونحن دولة لا تخشى اللقاء مع نتنياهو أو أي رئيس وزراء إسرائيلي، ففي رقبتنا مقدساتنا التي تهون دونها الأرواح، ولنا قضية عادلة يتفهمها العالم بكل ملياراته ما عدا الصهيونية الدينية المتطرفة.
لم نطبق مع نتنياهو قاعدة “أنا منخدع بك”، فقد تمت الموافقة على طلب لقائه، على خلفية إننا الأكثر خبرة بتكوينه وتلاوينه.
وتعالوا نعد على اصابعنا،
فمن ثمار اللقاء المستهدفة، أن نتنياهو أكد بوضوح التزامه بمتطلبات الوصاية الهاشمية على المقدسات، واحترام الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف.
وهو الالتزام الذي تم أمام العالم، والذي سيتم توظيفه في حال تم خرقه، كما يهدد المذهون بن غفير، وذلك عبء على نتنياهو وشوك في وجهه، عليه ان يقلّعه ويردع شريكه المتنمر.
لقد وضع جلالة الملك ثوابت الأردن على الطاولة بشكل صريح وصارم، وكان ذلك من شروط الإستقبال المسبقة.
ولأن اللقاء يصب في أحد روافد مجرى حقوق الشعب العربي الفلسطيني، فقد كان منسقا مع القيادة الفلسطينية ومع عدد من القادة العرب.
المأزق لديه، فهو الذي قطع وعداً لشركائه في ائتلاف الثقة النيابية، الذي لن يطول صموده.
نحن نعرف من هو نتنياهو. نعرف منسوب الصدق والدجل في علاقاتنا معه وعلاقته عامة.
ورأي شعبنا والشعب العربي الفلسطيني في نتنياهو معروف بانه سياسي لا يفعل سوى شراء الوقت.
وقد دفعت نتنياهو دوافع عديدة ملحة إلى طلب اللقاء ودفعتنا مصالح أردنية وحاجة ومطالب إلى استقباله.
والنتيجة ان نتنياهو قد أقر بما كان يحاول تفادي الإقرار به، يقر بمكانة الأردن المركزية، وبالوصاية الهاشمية، التي لطالما حاول نتنياهو ان ينتقص منها أو يتجاهلها.
وواضح للكافة أن احد اسباب طلب اللقاء هو تعرض نتنياهو لضغوط داخلية ضخمة والى ضغوط خارجية أمريكية وأوروبية بارزة.
فلا يمكن نزع وتحييد حرص الولايات المتحدة الأميركية على استئناف اللقاءات ولا يمكن لنتنياهو الاعراض عنها.
لا شك ان اللقاء سيرفع أو يخفف الضغط على قدسنا ومقدساتنا.
وآخر الأمر، فإن سيوف جميع الأطراف، في اغمادها.
ونردد قول المتنبي:
ومن نَكَدِ الدّنْيا على الحُرّ أنْ يَرَى،
عَدُوّاً لَهُ، ما من (زيارته) بُدُّ.