انهم يسرقون الوقت.. شيخ المسجد والمعلم والدكتور و..

بسام السلمان

سرقة الوقت مثلها مثل أي نوع من أنواع السرقات، فليس فقط سرقة الأموال ما يحرمه الشرع ولا أريد أن افتي وإنما فقط أشير إلى موقع الخلل وعلى المسؤول وأصحاب الرأي معالجته إن كان بالإمكان.

عندما يتعاقد الموظف مع وزارته أو دائرته الحكومية فإنه يتعاقد على استلام مبلغ معين مقابل العمل لساعات معينة أو أيام” المال مقابل الوقت ” وأي اخلال في هذا الأمر يعتبر خرقا للاتفاق وسرقة إن كان الأمر مقصودا ومتعمدا ومتكرر.

المعلم الذي يغادر مدرسته قبل انتهاء دوامه بحجة انه أنهى حصصه أخل بالاتفاق والمعلم الذي يختصر من وقت الطلبة بالحصة فقد اخل بالاتفاق وشيخ المسجد الذي يتغيب عن الصلاة بدون عذر يقبله الله سبحانه وتعالى وليس تمثيل فهو إخلال بالعقد والاتفاق، والمؤذن الذي يركن على غيره برفع الاذان والاقامة ويتغيب فهو أيضا مخل بالاتفاق والعقد والدكتور الذي يرفض أن يعطي المريض حقه ويتغيب عن مناوبته ويختصر وقت عيادته فهو قد أخل بالاتفاق والعقد وكذلك الممرض والمهندس والسائق ووو الخ وأي موظف يسرق من الوقت ولو عشر دقائق بدون حق فهو مخل بالاتفاق والعقد ويسرق ثمن هذا الوقت.

والسؤال الذي أطرحه هنا وسوف يطرحه غيري”هل من المعقول أن الوقت يُسرق!, وهل نسرقه نحن؟ مين فينا سارق الوقت ومن هو الذي تنطبق عليه هذه الصفة السيئة؟. نعم نسرق الوقت الذي اتفقنا فيه مع من وقّعنا معه الاتفاقية وهو الوطن والمواطن.

تخيلوا معي 3 مليون عامل وموظف في الأردن يوميا يسرق كل موظف فيهم ساعة او ساعتين فهذا يعني أننا في كل يوم نسرق ما يقرب من 10ملايين ساعة من الوقت وإذا كان ثمن الساعة أو متوسط الثمن 1 دينارا لكل ساعة فهذا معناه أن الموظفين يوميا يقومون بسرقة 10ملايين دينار عدا ونقدا.

إذا لنحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبنا الله ثم المواطن، ولنعترف بذنوبنا قبل أن نجبرعلى الاعتراف بها، ومن هنا أطلب منك عزيزي سارق الوقت “أغلق على قلبك ورأسك وأذنك ونفسك الأبواب والشبابيك وحاسب نفسك في الذي فعلته طوال حياتك، وعد إلى ما تراه صحيحا يقبله الله ويقبله الوطن والمواطن ولا تقل أن الكبار يسرقون الوطن كله، فأنت راع مسؤول عن رعيتك أيضا.

كلام غير منطقي، وابو أحمد فاضي لحالك، سيقول هذه الكلمات الكثير من سارقي الوقت، وسوف يتهموني بأنني شاركت في هذه السرقة عندما جعلت البعض يقرأ هذه الكلمات غير المنطقية.

سامحوني