الرئيسية / اهل الفن / عاش في الظل ورحل في هدوء الفنان سمير حسني

عاش في الظل ورحل في هدوء الفنان سمير حسني

الرمثانت-الفنان سمير حسني الممثل والمطرب المحبوب الذي كان صوته قريب الشبه من صوت المطرب عبد الحليم حافظ، وهو أحد فناني الزمن الجميل حيث ظهر في فترة السبعينيات من القرن الماضي واشتهر في الثمانينيات، وقد عرف واشتهر في دول الخليج العربي أكثر من داخل مصر مثله في ذلك مثل الفنان أحمد مرعي وعدد كبير من الفنانين المصريين الذين كانوا يظهرون في مسلسلات من إنتاج تلك الدول.

وقد ولد سمير حسني في يوم 10 سبتمبر سنة 1948، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية في أوائل سبعينيات القرن العشرين، وعمل بالمسرح والسينما والإذاعة والتليفزيون، وقام بالتمثيل والغناء في عدد الأعمال التليفزيونية مثل تترات بعض المسلسلات وكذلك داخل هذه المسلسلات، وكان صوته جميلا ورغم ذلك ترك الغناء تماما وتفرغ للتمثيل فقط إلا أنه كان مقلا في ظهوره في الأعمال الفنية.

ورغم موهبة سمير حسني الفنية التي شهد له بها الجميع، ورغم وسامته الملحوظة والقبول الذي كان يتمتع به، إلا أنه كان سيء الحظ جدا، إذ أنه لم يأخذ فرصته في البطولة كما أخذها من هم دونه موهبة وقبولا، وهذا من أعاجيب الساحة الفنية في مصر، فرغم ظهوره وتميزه في عدد من الأعمال الفنية مثل أفلام “حساب السنين” و”امرأة من زجاج” و”وداعا للعذاب” وغيرها من الأفلام، وخاصة فيلم “وداعا للعذاب” الذي قام ببطولته أيضا حسين فهمي ونجلاء فتحي ومحمود عبد العزيز، حيث كان هذا الفيلم إعادة إنتاج لقصة فيلم “أيامنا الحلوة”، وقام في هذا الفيلم بأداء نفس الدور الذي سبق وأن أداه الفنان عبد الحليم حافظ في فيلم “أيامنا الحلوة”.

كما ظهر الفنان سمير حسني في عدد كبير من الأعمال الإذاعية، مثل “أغرب القضايا” و”الضيف الغريب” و د”عبقري زمانه”، بالإضافة إلى مسلسل “مشوار المجد والعذاب” عن حياة المطرب الراحل عبدالحليم حافظ الذي أخرجه المخرج الاذاعي العراقي الكبير الراحل مهند الأنصاري لإذاعة الكويت سنة 1977، ومسرحيا ظهر في عدد من الأعمال المعروفة، أشهرها مسرحية “أستاذ مزيكا”، كما ظهر في عدد كبير من المسلسلات التليفزيونية منها: “محمد رسول الله” و”الفتوحات الإسلامية” و”حديث الصباح والمساء” و”شجرة الحرمان” و”فرسان الله” و”دموع صاحبة الجلالة” و”لا أنام” و”بنت الأيام” و”اليتيم والحب” وغيرها من المسلسلات التي أظهرت موهبته الفنية الكبيرة.

وعمل الفنان سمير حسني معيدا بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث قام بالتدريس لعدد كبير من النجوم المعروفين، كما عمل مديرا عاما للفرقة القومية للعروض الغنائية والإستعراضية، وكان آخر عمل فني له هو مسلسل “سلسال الدم” الجزء الأول، وكانت وفاته في يوم 14 نوفمبر سنة 2012 إثر إصابته بجلطة أعقبها نزيف في المخ، وكان رحيله في هدوء مثلما عاش طوال حياته في الظل.