وحش الخلافات الزوجية

( وحش الخلافات الزوجية الذي يقتات من احلام الطفولة البريئة لا يمكن تبرئة اي طرف من اطراف العلاقة)

كنت اجلس في المحكمة بانتظار موعد جلستي، لفت انتباهي طفلة بمريول المدرسة الازرق تروح وتجيء وهي تنظر الى احدهم كان ينتظر دوره ليدخل عند القاضي … اقتربت منه وانا اراقب المشهد قبلته ووقفت الى جانبه… سمعتها تطلب منه مصروف ، نهرها وقال لها روحي عند امك وهي تلح عليه بجملة كررتها كثيراً ( بالله عليك ) وهو في كل مره ينهرها روحي عند امك، انتبهت الطفلة الي وشعرت بالخجل وانسحبت لتجلس بجانب امها.. بعد برهة اقتربت مني فسألتها عن الرجل فقالت :ابوي وهديك امي والي بجانبها زوج امي… طيب ليش جاي ع المحكمة؟ عشان بدي اعيش مع ابوي لانه زوج امي بضل يضربني… ابوها الي كانت تترجاه ع مصروف وتحكيله بالله عليك… كنت اتمنى ان تنتصر مشاعر ذلك الاب الذي لا اعلم ظرفه… قد نعذر شبح الخلافات بين الازواج احيانا… ولكن حينما يقترب هذا الشبح من الابناء فلاهم يعذرون ولا نحن نستطيع ان نوقف ذلك الالم المتدفق بين الضلوع… لازالت صورتها بمريولها المدرسي الازرق وشعرها المعقود كذيل الحصان لاتفارقني منذ الصباح… ولازال صدى بالله عليك ترن في اذني فتفقدني بعض من توازني….