الرئيسية / كتاب الموقع / سعدة الفرج.. وفي رمضان نتذكر الطيبين

سعدة الفرج.. وفي رمضان نتذكر الطيبين

بسام السلمان

مررت قبل ايام من حارتي القديمة، وتذكرت تلك السيدة الطيبة التي كانت تحب الناس والناس يحبونها، انها سعده الفرج  او سعدة فرج سليمان العبد الرزاق ارملة المرحوم عارف ابو الشيح، ولمن لا يعرفها، هي احدى نساء حارتنا الطيبات، امرأة من زمن الطيبين العظام، من جيل أكبر من كل وصف، سلالة مجموعة من النساء لن يتكرروا بين مرةً أخرى، فصيلة من فصائل الملكات وزمن المعجزات. كانت تحفنا بدعواتها كلما رأتنا، عندما كنت اراها في الحارة كنت اشعر بالطمأنينة والهدوء والسكون والامن والامان..كانت ممن يزرعون الرحمة والبركة في المكان الذي تحل فيه.

ولكن، ومنذ أن صارت الصداقات إلكترونية ‏أصبحت الحكايات تنتهي، فقد كانت تلك النساء من زمن الطيبين يتزاورن بلا موعد ولا ورد ولا هدايا، كانت اجمل وانقى واصدق تلك الزيارات، كانت البيوت مفتوحة الابواب على الشوارع يدخلها كل محب، كانت مفتوحة لان الشوارع والحارات مليئة بالحب والمحبة والطيبة وجبر الخوطر والتواصل والامن الامان الحقيقي وليس مثل امن هذه الايام، كانت مليئة بالستر ” واغض طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأوها”.

ولقد كانت المرحومة سعدة الفرج تملك القلب الطيب والقلب المتسامح الذي يداوي جراح الآخرين حتى لو كان على حساب جرحه، لقد كانت كغيرها من النساء الطيبات سواء كان في ذلك الزمن، زمن الطيبين او في زمننا الالكتروني، كانت وما زالت هي الام والاخت والزوحة والبنت تشارك الرجل في كل مفاصل الحياة في عالم ارحب واشمل .

كانت رحمها الله إنسانة لا تعرف الحقد ولا تعرف الضغينة وتسامح بسهولة.

هي ذكريات مرت بخاطري في هذا الشهر الفضيل، وتذكرت فيها الحاجة سعدة الفرج وطيبتها وحنيتها.

رحمها الله وادخلها فسيح جناته ورحم والدي ووالدتي وجميع اموات المسلمين