الرئيسية / كتاب الموقع / استباحة الأراضي السورية…

استباحة الأراضي السورية…

م. خالد أبو النورس البشابشة

بين الفينة والأخرى تقوم القوات الإسرائيلية استباحة ضرب محيط دمشق وبعض المناطق خارجها ولكن لوحظ في الأيام الأخيرة استهدافها ضرب قلب دمشق بحجة تواجد قوات إيرانية ومراكز عسكرية موالية لسوريا ومعادية لإسرائيل وهي حجة غير مبررة للقيام بهذه الأعمال وخصوصاً في رمضان وبمباركة من أمريكا وبعض الدول العربية والعلم عند الله ، ولم نرى اي ردة فعل من القوات السورية سوى ما نسمعه كالعادة ومقولة (سنقوم بالرد بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب ) ليست هذه مقولة سوريا فقط بل من كل الدول العربية التي تجد إسرائيل نفسها الحاكم العسكري والمفوض السامي للمنطقة ويحق لها أن تضرب وتغتال وتفجر وتغتصب في أي منطقة من مناطق العرب كما حدث في لبنان والعراق والسودان وغيرها، والمستغرب الأكبر أن الدول العربية لا زالت تتحدث بنفس لغة الشجب والاستنكار من اربعينيات القرن الماضي والتي تعودنا عليها لوقتنا الحاضر ، وأنني إذ أتفهم عدم قدرة سوريا على الرد بسبب الحرب الأهلية والعقدية آلتي تدور فيها ولكنني لن اجد عذراً للدول العربية والتي يتغنى بعضهم بالعلاقات الإسرائيلية والذي ذهب احد حكامهم إلى تسميتهم بالاشقاء ، ومنهم من سمح لهم بالقيام بالشعائر الدينية والطقوس في الدول الإسلامية ومنهم من جعلهم يصولون ويجولون في ربوع دولهم ولا يسمح لبعض العرب دخول أراضيهم… أن الهوان والضعف وحب السلطة الذي يمر فيه العرب في هذا الوقت لم يكن في أي وقت مضى بل كانوا رجالاً محاربين يلبوا النداء عندما كان عراق صدام ومصر عبدالناصر وسعودية عبدالعزيز واردن الحسين وغيرهم كانت جامعة الدول العربية بيت كل العرب منبراً للكلمة الحرة والقرار السيادي وأن أي إعتداء على أي دولة عربية هو إعتداء على العرب جميعاً ، ما تقوم به إسرائيل هو تطبيق حرفي لما يؤمنون به ويعتقدونه والمدون في توراتهم كما يزعمون حيث تخرج أصوات هنا وهناك بأن حدودهم ما يستدل عليه من العلم وبأن حدودهم من النهر إلى النهر ونحن العرب جالسين ننتظر تحقيق تلك المقولة وللاسف أصبح كثير منا يؤمن بها…فقد قاموا لهذا الوقت بأكل الثور الأبيض والأحمر ولا زال عليهم أن يكملوا اكل الثور الأسود لتتحق رؤاهم… م. خالد أبو النورس البشابشة