اجمل النساء

 

بسام السلمان

جلست مجموعة من النساء الحزبييات في احدى الكفيات في احدى المدن الكبرى لتناول فطور جماعي او كما يسمى فطور عمل، طبعا كل وحدة منهن دفعت مبلغ ” 5 ” دنانير للمشاركة في هذا الفطور الجماعي والذي يسمى في عرف الاحزاب حراك حزبي ولكن وللاسف تحول هذا الفطور من حراك حزبي الى عراك لفظي كاد ان يتحول الى عراك بالايدي والرشق بصحون الحمص والفول والسلطات، وبدلا من تنفيذ الهدف من الاجتماع وهو التعارف والتألف والمحبة تحول وللاسف الى زيادة التفرقة النسوية اكثر مما هو موجود في صدور الكثير من النساء المنتسبات للاحزاب، وتقول راوية القصة، ان قلوب 90 بالمية من نساء الاحزاب متفرقة وليست متألفة وان العدد يزيد قليلا بسبب الصراع على عضوية الهيئات الادارية في الفروع وترأس لجان المرأة في تلك الفروع ايضا دون النظر الى ان الهدف من الانتساب الى الاحزاب هو لتنفيذ برامج تطرحها تلك الاحزاب ويقتنع بها المنتسب او المنتسبة للحزب.

ما علينا خلينا نطلع شوي عن الاحزاب والحزبيات والصراع الدائر بينهن على مناصب لن تتحقق لهن وهو الترشح للمجلس النيابي القادم من قبل الحزب ودعمهم ماليا ومعنويا، يتنافسن على مقعد هو بالاصل محجوز. خلينا نذهب الى امر اخر وهو ان أحدث تصنيف عالمي يجريه الموقع الأمريكي الشهير رانكر لاختيار أجمل نساء العالم، كشف ان المرأة الاردنية جاءت في المركز الثامن كأجمل نساء المنطقة العربية .
و حسب تصنيف الاجمل عربيا جاءت الفتاة السوريا بالمركز الأول كأجمل نساء في المنطقة العربية، ثم تنافست تونس والمغرب بالمراكز الثانية والثالثة بنفس عدد النقاط، ثم فلسطين بالمركز الرابع ولبنان بالمركز الخامس، ثم جاءت الجزائر بالمركز السادس ومصر بالمركز السابع والأردن والعراق المركز الثامن، وجاءت كل من ليبيا واليمن والسودان والبحرين بمراكز متتالية، وفقا للمركز السودي للمعلومات.
يمكن شخص ما يسأل ما الرابط بين الحزبيات وبين مكانة المرأة الاردنية في سلم الجمال العالمي وبين صحن الحمص؟ لا ادري لكن عندي قناعة ان الجمال خلق ليكون لأم الشهداء وزوجاتهم وللشهيدات انفسهن، الجمال خلق للمرأة الفلسطينية المرابطة على ابواب الاقصى ولخنساوات سورية اللواتي فقدن الكثير ولماجدات العراق وسيدات اليمن وللامهات الاردنيات اللواتي انجبن نشامى الجيش والمعلمين والعاملين في كل مكان، اللواتي انجبن شهداء ومحاربين وفقراء ورجال امتهنوا الفقر وفضلوه على الغنى الحرام ومنعوا انفسهم عن الفساد، وللكثير من العاملات والمزارعات والامهات والاخوات والبنات والزوجات اللواتي همهن الاول والاخير انجاب وطن وتربية وطن لا غير ولا اكثر.

نعود الى الاجتماع الذي عقد الاسبوع الماضي حول صحن الحمص، ترى هل حقق هذا الاجتماع اي من صفات الجمال؟ وهل ناقش شيئا قليلا من هذا الجمال؟ وهل يستيطع الخروج بتوصيات تصنع لنا جمالا ننافس به الجمال العالمي؟

ملاحظة “هذا المقال من وحي الخيال، وأي تشابه أو تطابق بينه وبين الواقع فهو من قبل سوء الحظ وليس لي فحسب، بل لصحن الحمص نفسه.

 

 

تعليق واحد

  1. للأسف معايير الجمال الحقيقية قد اصبحت لعرض المفاتن والجمال الخارجي. قد نسي الناس ان الجمال بعين الرائي. وقد نُسِيَ ان امهاتنا العربيات والمسلمات جمالهن باخلاقهن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق