الرئيسية / كتاب الموقع / عرس الرمثا

عرس الرمثا

عرس الرمثا

بسام السلمان

تتميز الرمثا بالكثير من الايجابيات رغم ظهور بعض السلبيات التي يستنكرها الكثير من ابناء المدينة، لكنه التغير الذي فرض علينا اشياء واشخاص نزلت علينا بالبرشوت او بالمظلة، ليس هذا موضوعنا، موضوعنا لهذا اليوم هو العريس الرمثاوي واهله الطيبين الذي بادر بتوزيع مصاريف زفافه على شكل طعام للفقراء بدلا من المصروفات غير الضرورية والتي ستذهب هباء منثورا لن يحصل منها اجرا لا في الدنيا ولا في الاخرة.

وجاءت فكرة هذا العرس الرمثاوي، بدلا من الطهي واقتصار مائدة الطعام على الرجال المدعوين ارتأت أن تطهو كل عائلة ما تريد بأكياس اللحم والخضراوات التي وزعت على منازل المدعوين.

بادرة طيبة نتمنى تطبيقها على مستوى الوطن منعا للتبذير والبذخ الحرام في ظل اوضاع نعاني منها من ظروف اقتصادية صعبة، وفي ظل انتشار الفقر والجوع وتوسع البطالبة وحرمان الشباب من الزواج.

وعلق وزير الثقافة الأسبق، صبري ربيحات على ذلك، بأنّ الرمثا كانت ولا تزال بيتا للكرم الاردني وموطناً لفلكلور الدبكات الشعبية ومعبراً للسكاكر والحلويات المحملة من دمشق وبيروت لنثرها في الأفراح والأعياد.

وكتب ربيحات عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، “اليوم نشر الشيخ علي الطراونة من بلدة المزار الجنوبي على صفحته صورة لاكياس اللحم والخضار التي تم تحضيرها ليجري توزيعها على الأسر تنفيذا لمبادرة جميلة وخلاقة قامت بها احدى عائلات الرمثا”.

وقال ربيحات في منشوره، إنّ قدوم المبادرة في وقت يمر به المجتمع بأوضاع اقتصادية صعبة ويستمر فيه الجميع بالاستسلام لتقاليد الاستهلاك التفاخري، يصعب المرور عنها او تجاهلها لتأثيرها الإيجابي على الترابط والتكافل وتطوير العادات لتلائم الاوضاع والظروف التي تمر بها المجتمعات.

وختم ربيحات: “تحية للاهل في الرمثا ولكل الذين يفتحون عيونهم وقلوبهم ليلحظوا ما تمر به مجتمعاتهم،وخالص التهاني والتبريكات للعروسين واسرهما”.

كم نتمنى ان تذهب اموال الاحتفالات والاعراس الى مستحقيها من الفقراء ليكون الزواج مباركا ولا ضير من اعلان الفرح ولكن بدون بذخ و صرف الاموال الطائلة والتي لو صرفت في مكانها لحلت الكثير من المشاكل، مشاكل الفقر والبطالة والعنوسة بين الشباب والفتيات ، خاصة  ان الأردن حل في المرتبة 31 عالميا في مؤشر البؤس.

وبحسب تقرير مؤشر البؤس العالمي  فإن السبب الرئيسي لبؤس الأردنيين هو البطالة، إذ نشر القائمة الخبير والبروفيسور في علم الاقتصاد بجامعة جونز هوبكنز الأميركية، ستيف هانكي.

ووفقا للمؤشر فإن “حالة الإنسان تكمن في طيف واسع بين “البائس” و “السعيد”،  في المجال الاقتصادي، مبينا ان البؤس يأتي نتيجة ارتفاع التضخم وتكاليف الاقتراض الباهظة والبطالة”، مشيرا إلى أن “الطريقة الأكيدة للتخفيف من البؤس من خلال النمو الاقتصادي”.

اصلح الله الناس وهيأ لنا من يسن سنن حسنة نقتدي بها واصلح لنا بالنا ولكم احوالكم فمن أصلح سريرته أصلح الله علانيته ومن أصلح ما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس ومن اهتم بأمر آخرته كفاه الله أمر دنياه   …

قال تعالى ﴿فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ (يونس- 98).