الرئيسية / كتاب الموقع / الديمقراطية التركية والمنصب العربي

الديمقراطية التركية والمنصب العربي

المهندس خالد أبو النورس البشابشة
لماذا نحب تركيا؟ لماذا نتعاطف مع رئيس تركيا؟ ما لنا وما لانتخابات تركيا؟ ثلاثة أسئلة تحتاج الى إجابة! والاجابة واحدة وواضحة وضوح الشمس ولا تخفى على عاقل وهو وجود الطيب رجب طيب اردوغان.
هذه الإجابة لا ينكرها الا جاحد او حسود حقود، فالرئيس التركي غيّر مفهوم الديمقراطية المتعارف عليه منذ عرفها لنا اليونانيون وهي “حكم الشعب” ولكن اردوغان اثبت ان هذا التعريف منقوص منه “فصل السلطات”، وهذا سر نجاح الديمقراطية في تركيا.
من لم يصوب أخطاء غيره فسيقع بها وهذا السر الثاني الذي نجح فيه اردوغان بامتياز وهو مفهوم الانقلابات !!! فقد تعلم من انقلاب عام 1960 ضد منديرس واعدامه وحتى انقلاب عامي 1980 وعام 1997 ضد نجم الدين أربكان الذي يعد عراب الإسلام السياسي حتى الانقلاب الفاشل ضده في العام 2016 فقد اخذ منها الدروس والعبر ولم تعد معضلة تهدد اركان قيادته لتركيا .
الوجه المضيء في حياة اردوغان كان انتخابه رئيسا لبلدية إسطنبول التي كانت تعج بالنفايات والملوثات ومشاكل الطرق والفساد المالي والإداري ولكن سرعان ما انتقلت إسطنبول الى الوجهة السياحية الاكبر في تاريخ تركيا واصبحت القوة الاقتصادية الاولى من خلال تحويل النفايات الى غاز طبيعي وبناء الجسور والمطارات وتحسين البنية التحتية وإقامة المشاريع ومكافحة الفساد والتوجه الى التنمية البشرية والتطوير الإداري والرقابة.
لكل شيء من اسمه نصيب، ونصيب اردوغان من اسم حزبه “العدالة والتنمية ” النصيب الاكبر، فهو يؤمن ايماناً مطلقاً بان العدالة وتكافؤ الفرص هو السبيل للتنمية وان التنمية والتطوير والرفاه لن يتأتى دون العدالة، فكان بحق نصيرا للمظلومين والمضطهدين سواء على المستوى الداخلي مثل مشكلة الاكراد اللاجئين والحجاب ومسجد أيا صوفيا ومعاناة الشباب والرفاه الاقتصادي والاجتماعي للأتراك والمشاكل الخارجية مع الجيران مثل اليونان والعراق وسوريا وايران وأذربيجان بالإضافة الى ليبيا ومصر والسودان والحرب الاوكرانية وغيرها التي تعتبرها تركيا تحديات يجب العمل على حلها.
الشاهد من كل يجري في تركيا وهو ان نجاح الرئيس او المسؤولين غير مضمون وقد يخسروا مواقعهم او قد يعانوا عناءً كبيرا للبقاء في مناصبهم او مقاعدهم النيابية وهذا هو الرئيس قد احتاج الى مرحلة انتخابية أخرى للبقاء على راس المسؤولية لشفافية ونزاهة القائمين عليها او من خلال الرقابة الدولية الحقيقية ومن خلال التقارير التي توزع على الفرقاء والتي تحّدث على مدار الساعة، اما عندنا نحن العرب فلا شفافية ولا نزاهة ولا انتخابات رئاسية موجودة أصلاً وان وجدت فلن نقبل بها والشواهد كثيرة من غير تفاصيل وهذا أيضا ينطبق على البرلمانيين الذين يعرفون بفوزهم مسبقا والرقم الذي يحصل عليه وهؤلاء هم يشرعون ويخططون لبلادهم وما بني على باطل فهو باطل ونتائجها كارثية وهذا هو السر المخفي في تركيا.