الرئيسية / كتاب الموقع / إنا لله وإنا اليه راجعون

إنا لله وإنا اليه راجعون

 

 

بسام السلمان

ننام ونستيقظ على خبر وفاة عزيز، فجأة يأتينا الخبر فلان مات، فالموت لا يعرف كبيرا او صغيرا، لكنه اصبح أمرا عاديا واصبحنا نحزن قليلا ونزعل لفترة قصيرة جدا وقد تحزن الام او الزوجة او الابن والابنة كثيرا لكننا اصبحنا نستقبل الموت ببرود ولا مبالاة وكأنه اصبح امرا عاديا لدرجة ان الجنازة وزفة العريس تخرجان معا في الشارع نفسه وفي الحارة نفسها.

فلقد كنا والكل يعلم ذلك الامر، كنا نعلن الحداد على اي شخص يتوفاه الله ولو كان في حي بعيد عن حي المتوفي، وكنا لا نشغل التلفزيون لمدة اسبوع، واذكر كنا فتيانا مراهقين وكنا عند عودتنا من المقبرة نعلن التوبة والتوجه الى الصلاة مباشرة خوفا واجلالا ومهابة، اما الان فإن المشيعين يتلهون بالتدخين والاحاديث الجانبية ويستعجلون في الرحيل وكأننا لم نكن في حضرة الموت.

ولان الموت اصبح كثيرا جدا خاصة بعد الحروب التي ابتلينا فيها في الوطن العربي والعالم الاسلامي، وبعد انتشار الوفيات في سنة الكورونا اللعينة وصار شأنا يوميا بل انه احيانا كثيرة يتكرر في اليوم الواحد ونفجع باكثر من صديق او جار او معرفة اصبح الموت عاديا جدا كالذنوب عندما تتكرر وتصبح امرا عاديا.
واعتقد ان احد اسباب فقدان الموت هيبته ما راحت صفحات الفيس بوك تتنافس وتتزاحم في نشر النعوات ونشر صور الاموات وختمها بعبارة “إنا لله وإنا إليه راجعون”؛ وطلب الترحم على الميت.

الحزن على الميت يكون في القلب، يردد كثيرون. لكنّ تعبيراته المادية وعلاماته ترفع الحزن إلى مصاف الأيقونة، فهل ثمة فقدان أشد فداحة من الموت

انا لله وانا اليه راجعون

2 تعليقات

  1. علينا تعظيم هيبة الموت لان الله قهر عباده بالموت…ولم يطلعنا على اللحظه التي نغادر بها الحياة..وهذا يكفي لأن نرتعب اذا رأينا جنازه في الشارع..فالموت آت آت ..ولا نعلم الا ان يقولوا فلان قد مات.
    اللهم احسن خاتمتنا..

  2. زوجة عمي رحمها الله كانت تقول لو الواحد يموت ما زال الموت له قيمة . هذه العبارة قالتها قبل 35 سنة. توفيت قبل 20 سنة عا 2003 كان للموت نصف القيمة