الرئيسية / جامعات و مدارس / العطلة الصيفية تتحول لعبء جديد على الأسر الاردنية

العطلة الصيفية تتحول لعبء جديد على الأسر الاردنية

الرمثانت – على خلاف ما كان سائدا في السابق، واعتبارها استراحة محارب، أصبحت العطلة الصيفية التي تلي الفصل الدراسي تشكل عبئا ماليا ثقيلا على الأهالي في ظل اضطرارهم لتوفير أوقات “مسلية” لأبنائهم من خلال إشراكهم في الأندية الصيفية والرحلات وغيرها من وسائل الترفيه وتعلم المهارات والرياضة.

ومع اقتراب موعد العطلة، يمكن لمتابع الإعلانات في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي مشاهدة تسابق الأندية والمراكز الترفيهية وحتى المدارس الخاصة وغيرها إلى الإعلان عن برامجها ونشاطاتها لهذه العطلة بشكل شيق، لجذب اهتمام الطلبة وأولياء أمورهم للاشتراك فيها، بحسب الغد.

ويقول محمد عودة وهو أب لولدين ويعمل في القطاع الخاص إنه “كان في السابق ينتظر العطلة الصيفية أملا بأن تقل مصاريف أبنائه التي يتحملها طيلة العام الدراسي ما بين اقساط ومصروف وتكاليف وخلافه، إلا أنه في السنوات الأخيرة أصبحت هذه العطلة مصدر عبء غير محسوب بسبب اضطراره إلى إلحاق أبنية في أندية صيفية”.

ويشير إلى أن الأندية أصبحت تتنافس فيما بينها لجذب اهتمام الطلاب، في وقت تكون فيه أسعار الاشتراكات عالية، عدا عن النفقات الأخرى غير النوادي طيلة أيام العطلة.

ويشير إلى أنه وأبناؤه بدأوا حتى قبل انتهاء العام الدراسي بطلبهم الاشتراك في أندية رياضية أسوة بأصدقائهم حيث أصبحت هذه الأندية طابعا للعطلات وهذا لم يكن موجودا بهذا الشكل لدى الأجيال السابقة.

أحيانا تكون اشتراكات النوادي والأنشطة الصيفية ضرورة لدى بعض الأسر التي يعمل بها الوالدان معا خارج المنزل.

وفي خصوص ذلك، تقول منى سليمان “لا أستطيع ترك بناتي بمفردهن في المنزل طيلة النهار أثناء دوامي في عملي”.

وبالتالي فهي تضطر لتسجيلهن في ناد تابع لمدرستهن لعدد من ساعات النهار ثم في روضة تقدم خدمة الانتظار إلى حين انتهاء دوامها، حيث يشكل هذا مصروفا زائدا يستهلك جزءا غير بسيط من الدخل طيلة أشهر الصيف معتبرة أن راتبها طيلة العطلة يذهب للأندية والحضانة.

ولا يقف الأمر عند ذلك بحسب منى، إذ لا يخلو الصيف من مناسبات وأعياد ميلاد ودعوات للبنات من العائلة أو أصدقاء المدرسة ، دون نسيان المطاعم ومدن الألعاب وهذا بحد ذاته مصروف آخر.

وتقول منى “في السابق عندما كنا بنفس عمر هذا الجيل من الطلاب كانت التسلية ذاتية طيلة العطلة ولم يكن أسلوب الحياة كما هو الآن، فهي لا يمكن أن تأمن على بناتها أن يلعبن في الشارع مع أبناء الجيران، على سبيل المثال، كما كانت الحياة عليه سابقا ولذلك لابد أن يكون هناك بديل لتسليتهن تفريغ طاقتهن من خلال البرامج المدفوعة”.

في هذا الخصوص، يدعو الخبير الاقتصادي د. حسام عايش إلى إعداد برنامج وطني من الجهات ذات العلاقة في الحكومة وأمانة عمان والبلديات يمكن الأسر من إشراك ابنائهم فيه بعيدا عن المراكز والأنشطة العالية الكلفة.

ويقول “بسبب تغير الكثير من معطيات الحياة لدى العديد من الأسر الأردنية وتغير سياسات الإنفاق ودخول أفكار جديدة إلى منظومة حياتهم زادت تكاليف الإنفاق عليهم مقابل ثبات أو حتى تراجع في مستوى دخولهم”.

ويعتبر عايش أن أي مناسبة أو موسم أصبح بطبيعة الحال مصدرا لنفقات جديدة على الأردنيين في وقت يضطرون فيه لمسايرة ومجاراة هذه المناسبات، والعطلة الصيفية أحد هذه المواسم إذ تلجأ الأسر إلى اشغال ابنائهم قدر الإمكان في العطلة، خصوصا الأسر العاملة.

ويشير إلى أن الأسعار مرتفعة جدا للأنشطة المميزة بينما تكون هناك أسعار أقل لكنها ليست بالمستوى الذي يسعى إليه الآباء والطلبة.

وتشير أرقام دائرة الإحصاءات العامة إلى أن متوسط الأرقام القياسية التراكمية لأسعار المستهلك المتعلقة بالثقافة والترفيه التراكمية للعام 2023 حتى نيسان(إبريل) الماضي ارتفعت بنسبة 10.2 % عن الفترة ذاتها من العام الماضي.