الرئيسية / كتاب الموقع / 5 حزيران.. حتى لا ننسى

5 حزيران.. حتى لا ننسى

 

بسام السلمان

إنه “الخامس من يونيو”.

اليوم 5 حزيران، يوم من اصعب الايام واكثرها ظلاما واسودادا، يوم النكسة وضياغ الامة وخسران الاقصى والقدس كاملة والضفة الغربية والجولان وكما يرى الروائي امين معلوف”ان اخطر واكثر تاثيرا على النفس العربية على مدار التاريخ العربي كله بالمعنى السلبي المأساوي هو لحظة الخامس من حزيران سنة ١٩٦٧ وما انتجته بما تخيروا له اسما غير ذات معنى ” النكسة ” …
ويمضي المعلوف في تفسيره لذلك انها اللحظة الوحيدة في تاريخ الامم كلها التي انكسرت فيها الامة ولم تنهض بعدها قط ، لان من اودى بنا اليها قد ارتحل عن الحياة الدنيا قبل ان يسدد حسابه، والمقصود هو جمال عبد الناصر .

وقد انطوى الصراع العربي -ـ الصهيوني، في القرن العشرين، على واقعتين تاريخيتين: هزيمة 1948، التي أفضت إلى انتصار المشروع الصهيوني في فلسطين والتي أعطاها العرب، بدهشة وغضب، صفة: النكبة، كما لو كانت زلزالاً طبيعياً غير متوقع، يأتي ويذهب؛ وهزيمة 1967، التي أعطاها العرب صفة “النكسة”، والتي استقرت في مكانها، حتى أصبحت جزءاً من الواقع العربي، يعترف البعض بها باحتجاج مرير، ويرفضها البعض الآخر مستجيراً بصناعة كلامية  لا تغيّر من الهزيمة شيئاً.

ألغت هزيمة ” 5 ” حزيران  التحدي والاستجابة، وجعلت المنتصر أكثر انتصاراً، والمهزوم أكثر هزيمة، منجزة “واقعة تاريخية غير مألوفة”، على اعتبار أن المهزوم، مهما تكن أحواله، يرفض الهزيمة، متوسلاً ما استطاع من الأدوات والوسائل. ولهذا اخترع العرب حروبهم الصغيرة، ليبرهنوا أنهم يخوضون الحرب ولم يغادروا أرضها. فعلاوة على الحرب اللبنانية، كان هناك الخلاف السوري – العراقي. والخلاف  المصري – الليبي، وحروب السودان، والخلاف الجزائري – المغربي، و”حروب المخيمات الفلسطينية في لبنان”.

في ذلك اليوم قامت إسرائيل في الساعة 8:45 دقيقة صباح الاثنين الخامس من يونيو/حزيران -ولمدة 3 ساعات- بغارات جوية على مصر وتوزعت الغارات على 3 موجات، نفذت الأولى 174 طائرة والثانية 161 والثالثة 157 بإجمالي 492 غارة، ودُمّر فيها 25 مطارا حربيا وما لا يقل عن 85% من طائرات مصر وهي جاثمة على الأرض.

و طبقا للبيانات الإسرائيلية فإنه تم تدمير 209 طائرات من أصل 340 طائرة مصرية.

و ردا على الضربة الجوية الإسرائيلية، قامت القوات الجوية الأردنية بقصف مطار قرب كفار سركن. أما الطيران السوري فقد قصف مصافي النفط في حيفا وقاعدة مجيدو الجوية الإسرائيلية، بينما قصفت القوات العراقية جوا بلدة نتانيا على ساحل البحر المتوسط.

وقصفت اسرائيل عدة مطارات أردنية ودمرت 22 طائرة مقاتلة و5 طائرات نقل ومروحيتين. وكما قصفت المطارات السورية ودمرت 32 طائرة مقاتلة من نوع ميغ، و2 إليوشن 28 قاذفة. وهاجمت القاعدة الجوية h3 في العراق. وذكرت المصادر الإسرائيلية أن 416 طائرة مقاتلة عربية دُمرت، بينما خسرت إسرائيل 26 طائرة مقاتلة.

هذا حاصلٌ قبل 56 عاماً، وسمّى  “نكسة” (1967)، والـ”نكسة” حاصلةٌ بعد 19 عاماً على “نكبة”، تتمثّل باحتلال بلد وأرض وشعب، وبنهب كلّ شيءٍ في البلد والأرض والشعب.

والأنكى ما حدث بعد ذلك، فعشية نكسة 67 التأم الصف العربي وأطلق في 26 آب لاءاته الثلاث الشهيرة (لا مفاوضات، لا صلح، لا اعتراف)، في حين أصيب هذا «الصف» بشرخ «رأسي» ما برح يتسع منذ أوائل التسعينات وحتى يومنا هذا، إلى درجة استبدلت فيها تلك «اللاءات» بموافقات مجانية لم يتوقعها الخيال الإسرائيلي يوماً.

خمسة حزيران مصيبة اسلامية وعربية وفلسطينية ما تزال اثارها السلبية تعيش بيننا وما زلنا نعاني “بلاويها ” رغم ان الخاسر الاكبر هو الشعب الفلسطيني الا ان “خرابها ” امتد بعيدا عن القدس ليحيط بالعالم كله.

 

2 تعليقات

  1. ذهب مع الريح، ذكرى ام الهزايم

  2. 💔😔😭😭😭😭
    كل التقدير لك ولقلمك إعلامينا الفاضل
    بارك الله فيك🤲🏻🤲🏻