ومع هذا .. مازال عندنا أمل

ماجد ديباجة
إننا ونحن أمام هذا الخير والغيث الوفير الذي ينشر الأمل من حولنا ، نتطلع الى غد أجمل وأفضل يغسل فيه المطر أدران الخبث والرزالة التي اغدقنا فيها الفاسدون ، أولاءك الذين افسدوا علينا عيشتنا واغرقونا في وحول المرارة وضنك العيش .
ان احتجازاوإرتهان واحد من هؤلاء الفاسدين لايعني اننا كسرنا ظهر الفساد كما يحلو للبعض ان يصور الموضوع ،لان وصول هذا العضو الفاسد في المجتمع الى ماوصل اليه ما هو الَا نتيجة من نتائج تغلغل الفساد والمفسدون بيننا ، وتجذر قيم الإنحطاط والإفلاس الأخلاقي الذي انعكس على ابناء هذا المجتمع المتهالك القابع تحت وطأة الظلم والإجحاف ، حيث نرى على المقلب الأخر كيف ان الفاسدين يرفلون بخيرات ومقدرات الوطن دون ان يرف لهم جفن او يوغزهم ضمير .
ان انتشار الفساد والمفسدون بيننا لم يأتي من فراغ انما جاء نتاج عقليتنا المنحازة للأنا على حساب الآخر، تلك العقلية التي مازالت ترتهن للمحسوبيات والواسطات والأولويات القبلية والجهوية والمناطقية على حساب النزاهة والكفاءة والشفافية .
اننا بحاجة الى اعادة تدوير أنفسنا وهيكلتها بما يتوافق مع أبسط حقوقنا وواجباتنا الأنسانية والأجتماعية تجاه انفسنا وتجاه الآخر ، بحيث تفعَل القوانين والأنظمة دون تحيز او أصطفاف او مفاضلة على حساب الوطن والمجتمع . علما بان مثل هذا الأمر لا يتأتى بسهولة او بلمسة ساحر ، بل يأتي بوجود إرادة قوية ومنظومة أخلاقية إجتماعية واعية تنتشلنا من الدوامة التي اخذنا نغرق فيها شيئا فشيئا .
ومع كل ذلك فما زال الأمل يراودنا بانهزام الهموم والمتاعب والمصاعب أمام المتعطشين للخير والمحبة ، وربما جاء هذا الخير الوفير ليرسم لنا علامات وإشارات توحي الى مآلات جديدة تتغير فيها الحياة من حولنا لتغدو أيسر وأجمل مع عطاءات الخالق المدبر .
والله من وراء القصد .