د. بسام العموش
” المُلك ” من بعده ظنا” منهم أنه باحث عن سلطة شهوة ونهب وتجبر فلم يقبل عقد صفقة دنيوية خادعة فالدين ليس للبيع والشراء والتجارة وإرسال رسائل الذل لأولياء النعمة من الطامعين اللاهثين. سمح لمن لا يحتمل الأذى القرشي أن يهاجر إلى الحبشة طلبا” للأمان فتحققت أهداف أخرى وأهمها تدويل الإسلام ونشر دعوته في القارات ومخاطبة ملك أدى الاحتكاك به إلى دخوله الإسلام. نعم بحث عن مخرج فكانت إرادة الله أن تكون المدينة المنورة هي صاحبة الربح العظيم لإيمان أهلها واحتضان الرسول وأصحابه لتكون المدينة منطلق الدعوة في مرحلة العلاقات الدولية والإشعاع العالمي وبدء العد التنازلي لتنظيف الجزيرة العربية من الصنمية والتخلف والجهل والاستعباد والرق واضطهاد المرأة.
وفي ظلال الهجرة والتهجير الذي نراه اليوم في هذا العالم الذي يدعي الحضارة والإنسانية وحقوق الإنسان ونُصرة المرأة حيث التهجير في كل مكان من فلسطين والعراق وسوريا واليمن وليبيا وقبل هذا تهجير البوسنيين و القوقازيين وغيرهم وكل ذلك يظهر في مخيمات اللجوء حيث أن أغلب المهجرين من العرب المسلمين، وهو تهجير مبني على الظلم والقهر والاحتلال والمؤامرات العالمية التي تهدف لإهلاك هذه الأمة ونهب خيراتها.
ان الهجرة الإيجابية المطلوبة هي هجرة السلبيات في نفوسنا وسلوكنا واداراتنا وسياساتنا واقتصادياتنا وعلاقاتنا:” لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية” .