الرئيسية / اخبار / رسالة من شبيلات إلى الحراك الاردني

رسالة من شبيلات إلى الحراك الاردني

#ليث_شبيلات: نشر رسالة الى الحراك وذلك عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتاليا نص الرسالة:

على أمل قرب إعلان حراك وطني واحد لا إثنين

الموضوع : من حراثة جِمال ! إلى حراثة تؤتي الثمار !

إن إجراء صيانة وإصلاح وتحسين وتجميل أي بناء ينقسم العمل فيها إلى جزئين :

1. إزالة الأجزاء الخربة وأي امتدادات غير مرخصة.

2. ثم إعمار ما تمت إزالته حسب الحال المطلوب

ولا يبدو أن الحراك (ات) في الأردن مؤهلة إلا للجزء الأول ودونما نجاح كبير يذكر حتى الآن . فالإزالة ممكنة بفوضوية أو بنظام ! إلا أن المشاريع المحترمة يكون الهدم أوالإزالة فيها منظمين بدقة ونظافة مثلها مثل مرحلة العمران وهو ليس حال حراك(اتنا) اليوم. ولا يخفى على الخبير أن القوى المتذمرة في الشارع هذه الأيام إنما وقود حركتها اقتصادي وليس سياسي، وقد بدأت تكتشف مؤخراً أن ليس هنالك حل اقتصادي إلا بالحل السياسي، فيما عدا إبر التخدير المتمثل بالمساعدات التي تأتي لا لإنقاذ الأردنيين بل لإنقاذ من يحكم الأردنيين وتتسبب في تأجيل شفاء الأردن من أمراضه المستعصية.

والمراقب الحصيف يدرك أن الفوضى التي نراها في معاول إزالة المكاره لا تبشر بخير وتدل بكل وضوح على غياب مجموعة موحدة منظمة مؤهلة كي ترث نتائج ما تطيح به المعاول من سياسات . وتقع مسؤولية ذلك على الطبقة التي يفترض أنها واعية من السياسيين التي غابت عن معظمهم المصداقية إذ تخلفوا وانكمشوا ولم يكن عندهم الشجاعة ليساهموا برفد هؤلاء الفتية الذين آمنوا بوطنهم ونزلوا إلى ساحات الإحتجاج بمشروع مدروس، بل اكتفوا بالانزواء رغم أنهم يشاركون المتذمرين شكواهم.

إذا بقي الحال على ما هو عليه فإن النتيجة هي الفوضى والقمع واختلاط الحابل بالنابل وعدم تحقيق الشعب لأي مطلب بل لزيادة الظلم كما حدث في قانون الضريبة الذي كان أرحم لدى الحكومة التي أسقطت من مشروع القانون الذي تقدمت به حكومة ” الإنقاذ”.

ما هو الحل ؟ :

منذ 2011 وفي الوقت الذي تراكض فيه غيري من طبقة السياسيين لينضم إلى الاحتجاجات الغاضبة ( دون برامج) رفضت إصرار الشباب المحب علي بالانضمام مؤكدا على ضرورة بروز طبقة جديدة من الشباب تشكل قيادة وطنية جامعة من جيل غير جيلي الكهل الذي كانت قمة اخفاقاته خيانة الشعب الذي ائتمنه بعد انتفاضة نيسان العظيمة 1989. قيادة من طبقة جديدة تمثل تطلعات الأردنيين الذين تمت خيانتهم المرة تلو الأخرى، ولا بأس أثناء وبعد ذلك أن يكون لهم مستشارون ممن ثبت من كهولنا بل وحماة يحرسون لحمهم الغض الطري بتحمل مسؤولية إطلاق الشعارات الثقيلة فتعطي الغطاء لشباب سيتعرض للاضطهاد والتنكيل إن كان هو وحده مطلق تلك الشعارات . نحن الكهول إن بقي منا صادقون هم الذين يجب أن يحموا هؤلاء الشباب تماماً مثل المدفعية إذ تحمي تقدم المشاة . وهذا هو الذي ما زلنا نبخل به على هؤلاء الشجعان الذين ينزلون إلى الميادين. ولما ازداد الإصرار علي يومها اضطررت للمشاركة في نشاطين ولكني استغليت المشاركة لأعلن ورقة معدة فيها برنامج رأيت أن على الحراكات أن تتوحد عليه وأن لا تبقى مشرذمة مناطقياً وجهوياً والأهم أنني طالبت الحراكات أن تسارع إلى الإتحاد في حراك وطني واحد ، شرقي غربي شمالي جنوبي ريفي مخيمي إسلامي مسيحي يساري لحمل المهمة الصعبة وليكونوا على قدر المسؤولية. كان ذلك في شهر أيلول 2011 أي قبل سبع سنوات (7) ، ويا حسرتاه على من يركضون نحو الطبيب ثم لا يصرفون وصفته .

لم يحدث أي شيء من ذلك حتى اليوم !!! فإلى أين نسير؟ وهل سنرمي فشلنا كعادتنا على مؤامرات خصوم الشعب المتوقعة أم إن تقصيرنا وكبرياءنا الذي يمنع تنازل بعضنا لبعض خدمة لوطن عزيز يمثل هو العدو الأشد أذى .

ما العمل اليوم ؟

لو كان الأمر لي في تولي قيادة وتوجيه الحراك ( وهو ليس كذلك ولا أطمح له ) لوضعت للحراك الرؤية العامة التالية ولوضعت الأهداف أو الهدف الأول على الأقل تمهيدا لدراسة الهدف الثاني وشعاره اللاحق بروية وبالاستعانة بالخبراء الفهيمين الصادقين دون تسليم أمرالحراك لهم ولا للكهول الذين عليهم أن يطهروا سيرتهم من مشاركتهم أو سكوتهم عن المظالم التي نزلت في وقتهم على شعبهم ، وذلك بدعم الحراك الذي يجب أن يتوحد اليوم قبل الغد ، وحمايته بمظلة من التأييد الفكري والشعاراتي فقط ، وخلف الله عليهم. فالهدف الأول هو الذي سيكون الأشد صعوبة نضاليا رغم أن الأهداف اللاحقة لن تكون سهلة.

الهدف الأول هو مفتاح الحلول وكل من يقفز فوقه يخون الشعب :

1. ( لا إصلاح ما لم يصلح الملك نفسه وما لم يتم إصلاح الديوان الملكي وعلاقته الدستورية بالمؤسسات وتنظيفه من الbusiness .)

شرح الخطة

من المؤكد أن الهدف ما دونه الأهوال لذلك علينا أن نختار الطريقة الأقل أذى لحملة المهمة من جهة ، والأشد تأثيراً على المستهدف من جهة أخرى.

إن الشعب بات يعبر بفورات بركانية غاضبة من هنا وهناك على موافقته على هذا الهدف ولكنه يعبر بطريقة فوضوية غير منظمة وبكلام يصل إلى حد الشتم وهذا أسلوب مؤذي لا يحقق إلا تنفيساً لدى غاضب أحمق ولا يحقق طريقاً حكيماً لإزالة الجور .

لو كان لي الأمر لوجهت الحراكيين إلى سلاح ناعم شديد الفتك ، سلاح أمين لدرجة أنه لن يعرض مستعمليه لأية مساءلة أو محاكمة ولكنه إذا استعمل بذكاء فستكون له قوة خيالية شبيهة بقوة تجميع أشعة الضوء الأمينة في حزم ضوئية تصبح خارقة حارقة ( ليزر) بسبب من تجميعها معاً في مكان واحد وزمان واحد. إنه قوة هائلة مثل أشعة جاما التي تستأصل بها الأورام الداخلية دون جروح أوحروق خارجية.

سألزم الحراكيين إن صدقوا بالانضباط على قلب رجل واحد بشعار من كلمة واحدة لا يقولون غيرها وإذا سألهم أي إعلامي أو أمني عن تفسيرها لا يفسرونها له بل يعيدون ذكرها له مثل قصة “إبريق الزيت” ( من كان لا يعرف ما هي قصة إبريق الزيت فليسأل أمه) إصلَح

 

بفتح اللام وليس بكسرها إذ الفرق كبير جدا

كما لا يرفع شعار مكتوب سواها في جميع ميادين المملكة أثناء التجمع الأسبوعي ونحملها طوال الأسبوع على زجاج سياراتنا وفوق ثيابنا وعلى حساباتنا في التواصل الاجتماعي. وفي المسيرات تكون آلاف اللافتات الصامتة أبلغ من رفع الصوت مع أنه لا بأس من رفع الصوت بشكل ممل كما يعذب السجناء بنقطة الماء على رؤسهم ( تك تك تك ) . إن نقطة ماء مستمرة تحفر في أعتى أنواع الصخر ! أليس كذلك؟ . إن انضباط الشباب بهذا سيكون سلاحاً مرعبا مخيفا في وجه المستهدف ويعلن في الوقت نفسه قيام وحدة بين شباب الوطن يجمعهم عمل واحد منظم يؤمل منه أن يصل بهم وببلدهم إلى بر الأمان.

يتميز هذا الشعار المرحلي الثقيل بأنه أمين جداً على لحامله بحيث سيشجع المترددين على النزول إلى الشوارع خصوصاً إذا نجحت قيادة الحراك بمنع أي شعار آخر مقصية المصر عليه خارج التجمعات . لا نريد شعارات “يا عبد الله يا ابن حسين” ولا “يا ماري انطوانيت ” ولا أبناء الياسين ولا ما شابه ! فقط “إصلح” (بفتح اللام) عندها سيدرك المستهدف أن عليه أن يصلح نفسه وتدأ المسيرة باعترافه بطريقة أو أخرى عن رغبته في أن يتغير ثم تتدحرج الأمور بعد ذلك بنضالاتكم التي تثبت في الميادين وبقوة قلب وخبرة المفاوضين.

اثبتوا على هذا بانضباط وصبر شديدين وإن لم تروا له أثرا بعد عدة أسابيع فتعالوا وقرعوني ! شعار ناعم شديد الأدب يتمسك به شعب شجاع عظيم مؤدب. افعلوها وسنريكم كيف تقطف الثمار الأولية قبل طرح الأهداف التالية. ولكل حادث حديث.

الهدف الثاني والثالث …..

تتم دراسته مع أصحاب الخبرة من دستوريين واقتصاديين وماليين لكي يكون جاهزا بعد تحقيق رأس المطالب : الهدف الأول.

الناصح لوطنه وللغيورين عليه

المهندس ليث الشبيلات