الرئيسية / اخبار الرياضة / من المسؤول عن فشل الكرة الاردنية؟

من المسؤول عن فشل الكرة الاردنية؟

عبدالحافظ الهروط

منذ عقدٍ ورصيد اتحاد كرة القدم يتآكل حيث لم يتأهل المنتخب الوطني لبطولة كأس العالم، ولم يصل لدور متقدم على صعيد نهائيات آسيا.

كما تآكل رصيد الأندية، وباتت الجماهير لا تتابع فرقها في الدوري، الا في لقاءات حصرية، تجمع الفيصلي والوحدات، وما اذا شارك احدهما في استحقاق خارجي. ورغم هذا التآكل، “نام الاتحاد نومة أهل الكهف” تجاه الأندية وكأن الأمر لا يعنيه، وصار همه الإتيان  بمدربين أجانب للإشراف على المنتخبات، وغدت أكلاف عقودهم عبئاً عليه، ودون نتائج فنية تستحق صرف راتب مدرب واحد!.

هذه “النومة” إنعكست آثارها على مستوى الأندية في دوري المحترفين بعد أن صار الاتحاد يتعامل معها بـ” المراسلة” من حيث عدم المتابعة الفنية، وصرف المستحقات المالية بـ”القطارة” حتى وصلت به الى تقسيط جائزة بطل الدوري رغم قلّتها، في حين يدور اللغط حول مقدار رواتب الأمين العام، والعاملين في الإتحاد، والعقود التي تصرف للأجهزة الفنية.

بالمقابل، فإن الأندية لم تحسن اداراتها مفهوم الاحتراف -حال الإتحاد-  سواء في شؤونها الإدارية والفنية أو التسويقية والمالية ، ما جعلها تدفع الثمن ، لتجد نفسها كل موسم، بمديونية هائلة، كونها ملتزمة برواتب المدربين واللاعبين ، وزاد الطين بلّة، فسخ العقود، لمرات خلال الموسم الواحد، الى أن وصل الأمر الى رفع شكاوى للاتحاد الدولي “فيفا” والاتحاد الاردني، لتحصيل تلك الرواتب.

كل هذا يحدث، والطرفان، الاتحاد والأندية عاجزان عن تسويق البطولات المحلية، والسبب تردّي نتائج  المنتخب في المناسبات الرسمية ، وكذلك الاندية التي لم يكن لها حضور  خارجياً، وضعف الدوري ، باستثناء حضور  جمهور فريقين او ثلاثة، يكون طرفه فريق الرمثا لمقابلة الفيصلي أو الوحدات  كما أشرنا. ولا بدّ للإشارة لما حدث قبل أيام في مشاركة الفيصلي ( البطل) بدوري أبطال آسيا، والوحدات (الوصيف) في كاس الاتحاد الآسيوي،  من حضور جماهيري كبير ، وقد عكس صورة إعلامية طيبة في الخارج.

ولأن سياسة الاتحاد التي أعقبت تأهل المنتخب الوطني الى ملحق نهائيات كاس العالم ٢٠١٤، لم تكن مستندة الى استراتيجية تبين مستقبل كرة القدم الاردنية، وكذلك سياسة الاندية التي اعتمدت على التعاقد مع لاعبين ومدربين خارجيين، لم يقدّموا اضافة، لتحسين  صورة دوري المحترفين ومع تراجع نتائج المنتخب، فإن من الطبيعي أن لا يكون هناك دافع لوجود رعاة للعبة، فكانت الاندية الجهة الأكثر تضرراً.

الخوف أن تعلن الأندية إغلاقها،  اذ لا عجب أن”تشرب اداراتها حليب السباع، وهي تتوقف عن الدوري، فماذا ينتظر الإتحاد؟ !.