الرئيسية / كتاب الموقع / عن الرمثا اتحدث

عن الرمثا اتحدث

سليم ابو نقطة

عن الرمثا اتحدث عن هوائها النقي الذي كان يأتينا على دفعات وعلى مدار الساعة , كان يداهمنا من شبابيك بيوتنا دون استأذن .وقتها كنا لا نعي معنى المروحة.
عن الرمثا اتحدث حين كنا نتعلم في مدارسها الايلة للسقوط للاحتماء بجهل اقل مصيبة … اصر وزير التربية على أنها مدارس : والادهى من ذلك انه اصر على اننا تلاميذ…. كنا رهائن فيها حيث رعب المدير ورعب الاستاذ ورعب امتحان الحساب الذي رسبنا فيه جميعا , وكان عزاؤنا اننا ( الاقل حظا ) مع ان وزير التربية آنذاك لم يكن حالما وشفافا الى حد ابتكار مثل هذا التعبير .
عن الرمثا اتحدث حين كان قمحها يتخم صوامع الدولة ذاك كان قبل ان تصبح الارض لمن لا يزرعها, وتصبح ملكا لمن يطعنها بخطوات حثيثة نحو الهاوية
وما لبث ان وقع رغيفنا اسيرا في افران آلية اوهمونا انه قمحا … فاغلقنا مطحنة “الشيوخ واستبدلناها بمحلات تبيع الهمبرجر والزنجر ومكعبات الماجي
واتسعت دائرة المنفعة وفتحنا مطاعم الوجبات السريعة.
لنسد جوعنا بتخمة تحبس أنفاسنا وغابت عنا النساء البلديات, تؤم الطبيخ ، الطاعنات في الحصيدة والطحين النساء التي لم تكن تعرف ماكس فاكتور و الطلق الاصطناعي .
يقال ان ابو يوسف خرج من بيته فجرا الى ” خط الشام ” المؤدي الى (مستشفى الرمثا ) لإحضار سيارة تأخذ زوجته الى المستشفى من اجل ولادة ميسرة , فتولت الحجة ” العزيزية ” سحب يوسف من الرحم كيفما اتفق بعد أن طال ابو يوسف غيابه ..
ثم غزتنا بيوت الحجر وغزانا القرميد . واصبحنا نزلاء . دور الرعاية, واستقبلنا شحنات من اللحم البرازيلي والسمك الارجنتيني، لم تنجح “النملية” في الحفاظ عليه. ولم يعد هواء الر مثا طلقا . وظهرت في الرمثا أول حالة “بمبرز”. وهكذا صار عندنا خلع للولادة وصداع, وكوابيس وألم اسنان, واكتئاب, ورومتزم وغيرها من الأعراض الجانبية: وأصبح “البابونج” والميرمية حشائش غير نافعة,
اراني استرجع كل هذا وانا امام بيوت من حجر وسيراميك ورخام ، وثمة غرفة للخادمة ، وركن في الحديقة
ينام فيه الحارس ، وبيت للكلب يتناول طعامه فيه . اما رجالنا فليس لهم ادوار مستحبة وسط هذا الخراب