الرئيسية / كتاب الموقع / فهمي العزايزة يكتب عن مضافته القديمة

فهمي العزايزة يكتب عن مضافته القديمة

مضافتي الطينية غرفة ضيوفي.. بقايا ما تبقى من حجر وطين قريتي القديمة..؟!
لكن.. رغم مغادرتها إلى بيتي الجديد بقيت عشيقتي.. أواصلها.. أجالسها.. أتبادل معها عشق مضت عليه سنوات طويلة.. استرجع ذكريات عمرها الذي تجاوز المائة.. هنا عاش فيها وتعايشوا معها.. أهل وجيران وأصدقاء.. ورفاق.. منهم من رحلوا.. ومنهم من غادروا واستغنوا عنها.. كانت مربط فرس تعاليلنا ولقاءاتنا واجتماعاتنا ونشاطاتنا الإجتماعية والفكرية والسياسية..؟!
… وبعد.. بت أنظر فيها حولي.. المقاعد فارغة.. كثير من “الكركش” يحتلها.. لكني بقيت محتفظا محافظا عليها وعلى رفيقة وعيي وكتبي العلمية..؟!
.. وكما يقال.. كان يا ما كان.. مع كل ذلك أجد هنا فيها راحتي وحبل الود المتين بيني وبينها.. بيني وبين من جمعتنا هنا ذكريات جميلة.. فأهرب إليها من حاضر بات مثخنا بالتصحر المجتمعي.. وأحيانا ألتقي فيها بين الفينة والأخرى مع بقايا أصدقاء لا يتجاوزوا عدد أصابع اليد الواحدة.. لذلك لم أدع “الدلف” في الشتوية يلغيها.. “جبست” سقفها لتبقى حاضرة لتعليلة لي معها.. ولعابر سبيل يحبها مثلي وتحبه.. فتجمعنا..؟!
ودائما هي الذكرى تحيينا.. ربما أننا لا نرغب بالمغادرة.. وربما أيضا.. أن الماضي الذي كان أحلى..؟!
هنا استذكر حارتي القديمة.. نساءها ورجالها الختيارية.. ولا أنسى أطفالها من مضت بهم وبي السنوات.. ومثلهم أيضا كبرنا..؟!
كم كانت الحارة والقرية الطينية بسيطة ودودة كما عشبها الذي كان ينمو على الندى..؟!
… على كل.. هي الدنيا هكذا.. تمضي من البارحة مرورا باليوم وانتهاء بغدا..؟!
لجميعكم.. حياة أمسيات ونهارات دائما سعيدة.. أتمنى……………..