الرئيسية / من هنا و هناك / كيف تحدث العدوى

كيف تحدث العدوى

الرمثا نت

كيف تحدث العدوى؟  تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الثلاثاء، عن العدوى والتي تحدث عندما تدخل الجراثيم إلى الجسم ويزداد عددها وتتسبب في رد فعل من الجسم.  وتوضح نشرة المعهد كيفية حدوث العدوى، مع شرح علمي لطريقة تفاعل الجسم مع العدوى، إضافة إلى بيان خصائص الكائنات التي تساعدها على مقاومة آليات الدفاع في الجسم.  تعد الجراثيم جزءًا من الحياة اليومية وتوجد في الهواء والتربة والماء وفي أجسامنا. بعض الجراثيم مفيدة وبعض آخر ضار. تعيش العديد من الجراثيم في أجسادنا وعلى أجسادنا دون التسبب في أي ضرر، بل إن بعضها يساعدنا في الحفاظ على صحتنا. كما توجد الجراثيم أيضًا في البيئة. تتضمن أمثلة المصادر البيئية للجراثيم ما يلي: الأسطح الجافة في مناطق رعاية المرضى (على سبيل المثال، قضبان السرير، والمعدات الطبية، وأسطح العمل، والطاولات)، الأسطح الرطبة والبيئات الرطبة والأغشية الحيوية (مثل أبراج التبريد والحنفيات والأحواض والمعدات وأجهزة التهوية)، الأجهزة الطبية (مثل القسطرة وخطوط الوريد)، والغبار أو الحطام المتحلل (على سبيل المثال، غبار البناء أو المواد الرطبة من تسرب المياه) من المعروف أن جزءًا صغيرًا فقط من الجراثيم يسبب العدوى.  كيف تحدث العدوى؟ هناك ستة عناصر ضرورية لحدوث العدوى تعرف بسلسلة العدوى: 1 – العامل الممرض (Pathogenic microorganism): وهي تشمل العوامل الممرضة مثل الفيروسات والبكتيريا والفطريات وغيرها. 2 – المستودع (Reservoir): وهو المكان الذى تعيش فيه الميكروبات المسببة للمرض وتنمو وتتكاثر وقد يكون الانسان او الحيوان او النبات او التربة او الهواء او الماء أو غير ذلك من المحاليل او الادوات او المعدات المستخدمة فى علاج المريض. 3 – سبل الخروج: (Modes of escape) لا بد لحدوث المرض من خروج العوامل الممرضة من مصدرها ووصولها إلى شخص آخر، وهذا يمكن أن يحدث بعدة طرق: بآليات طبيعية عبر السعال والعطاس وأثناء الكلام، أي شيء يلمس أو يخرج من فم المريض (أيدي، أدوات، إبر ملوثة). 4 – طريق النقل/الانتقال(Mode of transmission) : تنتشر الأمراض بطرق متعددة، منها: – التماس المباشر: التماس مع أنسجة المريض الملوثة والتي قد تسبب بدورها نفاذ هذه العوامل الممرضة إلى الجسم عبر الجروح والشقوق الصغيرة الموجودة في أيدي أعضاء الفريق الطبي الذين لا يرتدون القفازات. – التماس غير المباشر: التماس مع الأدوات الملوثة ومعدات وسطوح الأثاث والأيدي. – العدوى بواسطة القطيرات: وتشمل التماس مع القطيرات الكبيرة (أكبر من ميكرون) في البخاخات والرذاذ الحاوي على عضويات دقيقة. – الجزيئات المحمولة بالجو: وتشمل التماس مع الجزيئات الصغيرة المحمولة بالجو الحاوية على المتعضيات الدقيقة حيث تبقى متواجدة في جو الغرفة لساعات وقد يتم استنشاقها كما في الكائنات المسببة للسل والحصبة.  5- طريقة الدخول إلى الجسم المضيف (Modes of entry): هناك أربع طرق رئيسية يمكن للمتعضيات الدقيقة من خلالها أن تدخل إلى الجسم: من خلال استنشاق الجزيئات المحمولة في الهواء، من خلال ابتلاع بعض القطيرات، من خلال القطيرات التي تنتشر وقد تصل إلى العينين، الأنف، الفم، وعبر التماس المباشر. 6- المضيف (Host): تشمل العوامل المؤثرة على نشوء العدوى في المضيف الحالة الصحية العامة كوجود الامراض المزمنة والحالة التغذوية.  حتى تتم عملية انتشار المرض يجب أن تُستكمل هذه السلسلة، وعندما نتدخل بأي خطوة من الخطوات ونكسر هذه الحلقة  فإننا نوقف السلسلة ونوقف انتشار المرض.  بعد غزو الجسم، يجب أن تتكاثر الكائنات الحية الدقيقة لتسبب العدوى. يمكن أن يحدث أحد السيناريوهات الثلاثة: – تستمر الكائنات الحية الدقيقة في التكاثر وتطغى على دفاعات الجسم. – تتحقق حالة من التوازن مسببة عدوى مزمنة. – الجسم مع /أو بدون علاج يدمر ويقضي على الكائنات الحية الدقيقة الغازية.  فيما يلي مثال على طريقة تفاعل الجسم مع عدوى فيروسية: – أثناء فترة الحضانة تتغلغل الخلايا في مواقع العدوى، ويتكاثر الفيروس محليًا داخل الخلايا مسبباً موتها، ويتم تحرير الفيروس ومن ثم انتشاره إلى العقد الليمفاوية القريبة، ويتكاثر الفيروس، ويستمر موت الخلايا – في حالة المرض الصريح (أي ظهور الأعراض): يتم تحرير الفيروس في مجرى الدم، وانتشاره عن طريق الدم إلى الأنسجة اللمفاوية بشكل عام، يزداد تكرار موت الخلايا الفيروسية، ومن ثم زيادة تحرير الفيروس في مجرى الدم ، وانتشاره بشكل عام في جميع أنحاء الجسم مع ظهور آثار خاصة في الأعضاء والأنسجة التي توجد للفيروس قابلية لإصابتها  هذا هو التطور النموذجي عند الإصابة بعدوى فيروسية. ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من العدوى الفيروسية تكون كامنة أو خفيفة سريريًا لأن آليات دفاع الجسم تمنع تكاثر الفيروس وانتشاره. يحدث المرض الصريح الوخيم عندما يكون هناك فيروس عدواني بشكل خاص أو عندما تكون مقاومة الجسم غير كافية، خاصة في العدوى الأولية. وخيرمثال على ذلك هو تقرحات البرد الشائعة في الشفاه والوجه التي يسببها فيروس (herpex simplex)، ففي العدوى الأولية عندما تقوم الأم المصابة بالهربس بتقبيل الرضيع فإن ذلك يؤدي إلى ظهور بثور خفيفة أو غير ملحوظة، ثم يبقى الفيروس كامنًا في الخلايا محليًا غير معدٍ للآخرين، بعد فترة من الوقت تحدث إعادة تنشيط للفيروس حيث قد يحدث تحفيز غير محدد على سبيل المثال عند التعرض لحمامات الشمس مسبباً قروح برد متكررة معدية للآخرين.  ماهي خصائص الكائنات التي تساعدها على مقاومة آليات الدفاع في الجسم؟ 1. انتاج السموم والانزيمات: بعض الكائنات الحية الدقيقة التي تغزو الجسم تنتج السموم. تحدث بعض الأمراض بسبب السموم التي تنتجها الكائنات الحية الدقيقة خارج الجسم. على سبيل المثال، قد تنتج بكتيريا المكورات العنقودية التي تعيش في الطعام سمًا يسبب التسمم الغذائي عند تناول هذا الطعام، حتى لو تم قتل المكورات العنقودية. تحتوي معظم السموم على مكونات ترتبط بجزيئات معينة على خلايا معينة (الخلايا المستهدفة). تلعب السموم دورًا رئيسيًا في إحداث بعض الأمراض مثل التيتانوس ومتلازمة الصدمة السامة والتسمم الغذائي والجمرة الخبيثة والكوليرا. تنتج بعض البكتيريا إنزيمات تكسر الأنسجة، مما يسمح للعدوى بالانتشار عبر الأنسجة بشكل أسرع. تنتج بكتيريا أخرى إنزيمات تسمح لها بالدخول و/ أو المرور عبر الخلايا.  2. تثبيط دفاعات الجسم: تمتلك بعض الكائنات الحية الدقيقة طرقًا لمنع آليات دفاع الجسم، مثل ما يلي: التدخل في إنتاج الجسم للأجسام المضادة أو الخلايا التائية (نوع من خلايا الدم البيضاء)، والتي تكون مجهزة بشكل خاص لمهاجمة الكائنات الحية الدقيقة  3. تدمير الأجسام المضادة الواقية: وذلك بأن تكون الكائنات محاطة بمعاطف خارجية واقية (كبسولات) تمنع خلايا الدم البيضاء من ابتلاع الكائنات الحية الدقيقة على سبيل المثال، فطر (Cryptococcus)، الذي يطور فعليًا كبسولة أكثر سمكًا بعد دخولها إلى الرئتين لغرض محدد وهو مقاومة دفاعات الجسم.  4. إنتاج مواد تقاوم آثار المضادات الحيوية: يمكن لبعض البكتيريا أن تنتج طبقة تسمى البيوفيلم، تعيش فيها. يساعدهم البيوفيلم على الالتصاق بالخلايا والمواد الغريبة مثل القسطرة الوريدية، ومواد الخياطة، والمفاصل الاصطناعية، والأجهزة التي تحافظ على العظام المكسورة في مكانها (مثل المسامير، والبراغي، والألواح)، والغرسات والأجهزة الطبية. يحمي البيوفيلم البكتيريا من أن تبتلعها الخلايا المناعية ومن قتلها بالمضادات الحيوية.