الرئيسية / كتاب الموقع / من منا لا يخاف

من منا لا يخاف

هبة احمد الحجاج

بقلم ” هبة أحمد الحجاج ” في يوم ما ،كنت اتصفح كتاب يتحدث عن الخوف ومخاطره ، كنت أشعر ان هذا الكتاب سيجعلني أكتئب وانطوي على نفسي لانني انسانه اشعر بالخوف ليس الى درجة الهلع ولكنني اعتبر نفسي انني انسانة جبانة في بعض المواقف ، كنت اقرا واقرا بشراهة هذا الكتاب اريد إن اعرف ما هذا الكتاب او بالحرى ما هو الخوف ؟ومن اين يأتي الينا ؟وهل وهو خطر علينا اما انه احساس فقط ويؤلمنا ويرعبنا ولكنه لا يظهر خارجا؟! وانا اقرا استوقفتني جملة الا وهي :إن “السجن ليس فقط الجدران الأربع وليس الجلاد أو التعذيب، إنه بالدرجة الأولى خوف الإنسان ورعبه، حتى قبل أن يدخل السجن، وهذا بالضبط ما يريده الجلادون وما يجعل الإنسان سجينا دائما”. نعم صحيح ، الخوف ،سجن والسجن مرعب ومخيف اكثر من السجن نفسه ، قد يكون السجن الفعلي لا يرعب ويخيف كالخوف بحد ذاته ، احيانا قد يكون الانسان يخاف من شيئا مجهول تماما ، الانسان الذي قد يهدد بالسجن يشعر بالخوف المريب والمرعب ، يخاف من نظرة الناس والمجتمع له عندما يعلموا بالخبر ، يخاف ان يحبس عن حياته الذي اعتاد عليها ، يخاف من وحدته ، يخاف من فراق الاهل ، وكل هذه الامور يخاف منها ويحسب لها الف حساب وقد يعد العدة لذلك ، ولكنه لهذه لحظة لم يسجن ولم يتهم ، قد يكون هذه الخوف ايجابيا مع انه هاجس السجن أصبح كابوس يطارده اينما ذهب ، ولكنه في نفس الوقت يدفعه ان لا يقع في هذا المأزق ” السجن “، وهو فقط يخاف وخوفه كله من الغد اي بالعنوان ” الخوف من المستقبل . وهنالك شخص اخر يطارده الخوف ولكن بشكل مختلف ، عمره تجاوز ٣٥ عاما ولكنه الى الان لم يجد عمل ، يشعر بالقلق ، وكيف له الا يشعر بالقلق وعمره تجاوز ٣٥ ولم يجد عملا ولم يرتبط بالشريكة حياته التي تكون له السند والعون في مرارة ايام هذه الحياة وبعضا من ايامها الحلوة ، لم يبني بيتا يقيه هو وعائلته من حر الصيف وبرودة الشتاء ، لم يشتري سيارة تنقلهم فقط من مكان الى أخر وتقضي اعمالهم بعيدا عن ضجة الباصات والوقف فيها، ناهيك عن الاصطدام او الوقوع ما بين الحين والاخر والسبب ان سائق يريد ان يحمل اكبر عدد من ركاب حتى يزيد من دخله ، والكثير الكثير من الافكار تطارده لهذه الشاب المسكين وخوفه الشديد من إن يموت وحيدا لا حدا يشعر به ولا حتى يعلم عنه ، خوفه من المستقبل يصبح ينهش جسده اكثر واكثر أصبح ضعيفا وهزيلا . والخوف لمن يترك الاصدقاء ايضا ، هنالك اصدقاء يخافون من اصدقائهم او انهم كتشفوا انهم ليسوا اصدقاء، ولكن بعد ان فات الاوان ، بعدما تكلم لهذه الشخص كل اسراره ويخاف ان يفضح امره بعدما ان هدد بذلك من هذا الصديق ،انا متأسفه بالذي كان يعتبر صديق ، لا يستطيع ان ينام طوال الليل ويشعر انه لو فضحه امره الموت اهون عليه من ذلك ، وما زال يخاف من شمس غد ان تظهر . كلنا نعلم إن هنالك شمس في السماء لكننا لا نعلم ان هنالك شمس على الارض نطلقها صفة على فتاة تمتلك كل الصفات الجميلة لكن الى الان لم تحظى بالشاب الذي تتمنى ان تكمل معه بقية حياتها ولكنها لا تعلم او انها تعلم ولكنها لا تريد ان تعلم ان عمرها قد يشارف على الاربعين عاما ومخاوفه انها قد لا تصبح عروسة وترتدي الفستان الابيض الذي كانت تحلم به قد اصبحت تزداد اكثر فاكثر اصبح الخوف يعيش معها وكأنها ضيف دائما في حياتها ويذكرها كل يوما وكل ليلة أنها أصبحت ” عانس”. حتى الطفل الصغير لم يرحمه الخوف ، كان يخاف من ابيه ان يعلم ان قد فشل في امتحان رياضيات ولكن الطفل لا يستطيع ان يصبر ويكابر على نفسه جعله الخوف يبكي وبالشدة وكأن قلبه يتقطع من الامر المريب الذي فعله كأن الخوف جعل رسوبه كالصخرة التي اطاحت به ، ومع ذلك لم يأتي غد بعد . أصبحنا كلنا نخاف ، وكأنا الخوف صديقا دائما او حتى جزءا من عائلتنا التي ولا يمكن ولا بشكلا من الاشكال تخلي عنها . “يعد شعور الخوف من أقوى المشاعر التي من الممكن للشخص أن يشعر بها، فهو يؤثر بشكل كبير على عقل وجسد الشخص، ويمكن أن يستمر الشخص بالإحساس بالخوف والقلق لمدة قصيرة أو قد تطول هذه المدة لدرجة أن يعلق الشخص بالمشاعر السلبية بشكل يؤثر على حياته وصحته.هناك أشياء كثيرة تستدعي شعور الخوف في حياة الإنسان؛ كالخوف من الفشل أو الخوف من النار، ولا يكون شعور الخوف سلبيا في بعض الأحيان؛ فالخوف من النار يجعل الناس تتجنب النار وتتعامل معها بحذر، وكذلك الخوف من الفشل يحفز لدى الشخص العمل للوصول إلى النجاح، ولكنه قد يكون عائقا في حال كان الشعور قويا، ويختلف هذا من شخص لآخر” لا تخف ولا تقلق أيها الاسنان مهما كبرسنك او صغر كنت رجلا او امراة ، غد سيأتي، سواء كان سيئا او جيد ، لن تمتنع الشمس عن الظهور ولن يختقي القمر ولن تتوقف الحياة بسبب احزانك ومخاوفك ، قف امامها وانت مبتسم حتى وإن كان قلبك يعتصر الما ويتمزق جسدك من كثرة الهموم والمتاعب التي كلها تتدور حول الخوف من المستقبل . القي همومك على رب العباد وليس على العباد ، لأن العباد لا يستطيعون إن يغيروا قدرك او يكشفوا همك او يزيلوا غمك ، رب العباد هو القادر على كل ذلك . قوله تعالى (ما غرك بربك الكريم) يحمل الإنسان على أن يستحي من الله، وليس الوازع الأقوى هو الخوف وإنما الحب والرجاء أقوى منه، فعندما يكون الإنسان على معرفة بكرم الله ولطفه ورحمته يندفع إلى الطاعة وترك المعصية. وكما قلت مسبقا الخوف اشكال وانواع ، هناك نوعان من الخوف، خوف يدفعك للفرار، وخوف آخر يعمل على شل التفكير والحركة.وانت لك حرية الاختيار .