الدكتور ناصر نايف البزور
جدلٌ حادٌ و تخوين و “هوشات” شهدناها اليومين الماضيين بين الذين تابعوا الزواج الملكي للأمير البرتقالي هاري و زوجته البيتنجانية ميغان مع الذين يُتابعون أحداث غزّة و الأقصى الدامية… 🙁 أحبّائي، لا يوجد تعارض بين متابعة هذا الحدث و ذاك الحدث… على العكس تماماً، فمتابعة الزواج الملكي لا ينتقص من وطنية أحد…. صدّقوني إنّ الاستفادة من الدروس و العِبر التي تضمّنها هذا الزواج قد تساعدنا كعرب و مسلمين في تسريع تحرير الأقصى إذا أحسنّا الاستفادة من تجارب الغير و لو كان عدواً لنا… قد يتساءل البعض كيف…؟؟؟ نحن شعوب فقدت الكثير من القيم الأساسية التي جاء بها ديننا الحنيف؛ و قد رأينا بعضها بشكل لافت و رائع يوم أمس… 🙂 1. لقد رأينا السواسية بين الناس في كيفية زواج الأمير من “الحقير” في نَسبه… على عكس ما نراه في كثيرٍ من مجتمعاتنا… 🙁 2. لقد رأينا محاربة العرق و اللون بزواج الأبيض من السوداء على غير المعهود لدينا… 🙁 3. لقد رأينا البساطة و التواضع النسبي في سلوك العروسين و مكياجهما و الذي غاب عن معظم أعراس أثريائنا… 🙁 4. لقد رأينا مقدار الحب بين الزوجين و الذي غاب بين الكثير من الأزواج لدينا… 🙁 5. لقد رأينا تركيز أحد القساوسة على قداسة رباط الزواج الذي فقدناه في معظم زيجاتنا فانتهت بالطلاق… 🙁 6. لقد رأينا إبداع البيشوب مايكل كري في حديثه عن المحبّة و التحابب الذي دعا إليه نبيّنا و فقدناه بيننا…. فكان الحديث في غالبه عن الحب فيما تملأ أعراسنا أحاديث و أغاني الكراهية مثل “ازرع و اقلع بيتنجان… يلعن راس أبو اللي زعلان” 🙁 7. لقد رأينا ضرورة محاربة الأعراف الفاسدة و التقاليد الجامدة؛ فقد خرج الأمير هاري على جميع المسلّمات لأكبر عائلة محافظة في العام… 🙁 يا جماعة دعونا من الأشخاص و الأحداث و دعون نركّز على الأفكار و العِبَر…و الله لو استفدنا من هذه الدروس في حياتنا اليومية لخرج من بين أصلابنا جيلٌ يستطيع تحرير الأقصى في بضع سنين… 🙁 فكيف يمكننا تحرير الأقصى و نحن متناجشون، و متشاحنون، و متحاسدون، و متباغضون و متغطرسون 🙁 و الله أعلم و أحكم