الرئيسية / كتاب الموقع / أينعت عمامة الولي الفقيه فحان وقت قطافها

أينعت عمامة الولي الفقيه فحان وقت قطافها

فهمي عبد العزيز

تُنبئنا جولة سريعة عبر التاريخ القريب لأنظمة الطغاة العقائدية والعسكرية الشمولية، أن شيئا واحدا يجمعها؛ ليس سقوطها وانقراضها وحسب، بل ودولتها ومواردها وإبادة عساكرها وشعوبها ودمار أوطانها بعد أن ضيعت سنوات أتلفتها على تضخم بروستاتها العسكرية، وحروبها العبثية..!! فتلك ألمانيا الهتلرية واليابان الإمبراطورية وآخرها الإمبراطورية السوفيتية، وعربيا تلك مصر الناصرية والعراق وسوريا البعثية التي لم تنجز لا تنمية وتقدم اقتصادها، ولا الوفاء بوعدها تحرير فلسطين، لتطير أوطانها أخيرا وتصبح وتمسي هباءا منثورا..؟!

واليوم تكرر امبراطورية الولي الفقيه الفارسية السيناريو نفسه؛ فتُضخم حوصلتها العسكرية، وتفتل عضلاتها باستعراضات أسلحة الذبح الشامل، وتبعث بحرسها “البقري” وعصاباتها المذهبية لتقتل من تشاء من الشعوب العربية، ما أثار حفيظة بلدان المنطقة، خاصة وايران تتفاخر باحتلال أربعة عواصم عربية، لتطالبها أمريكا أخيرا بالرجوع عن غيها، ووعيدها بأشد العقوبات صرامة في التاريخ، فتنهنه اقتصادها أولا، لـ”يسق وينق” جسدها فلا يبقى منه سوى جلده وعظمه، ومن ثم تنهنهها عسكريا، لتدفع الخاوة، ولتكون إمعة لا شبيحة المنطقة، فلا النظام والدولة يبقى، بل ويُسحق الوطن الإيراني بحجره وشجره وبشره وبيدره، وطبعا لن تنجو منطقتنا من هالمعمعة، وبذلك تبدو الشروط الأمريكية بمثابة نصيحة، لتعيد المُرشد إلى رشده، فيجلس داخل تكيته ويقعد على قهوته وادلاله شيخا محترما، ما يوفر لشعبه عيشا كريما، ويترك شعوب المنطقة وشأنها، علها تقف على رجليها وتعيش حياتها بعد أن أنهكتها هزائم الأنظمة الداخلية منها والخارجية..؟!

لذلك لا خيار أمام الولي الفقيه، سوى أحد خيارين، فإما الهروب إلى ورا ونجاته وايران والمنطقة من المحرقة، وإما الهروب إلى أمام، ليعاود تعليق مفاتيج الجنة في رقاب رعاعه الذاهبون إلى الموت أفواجا، ومن ثم فإنه حتما سيلحق بهم هو أيضا، يوم ينفخ الأمريكان في الصور وبكبسة “زر” تطير عمامته والرأس والرقبة..؟!