الرئيسية / كتاب الموقع / في وداع شيخنا أبي إسلام

في وداع شيخنا أبي إسلام

الهلال لا يرحل بل يترجّل!!!

الدكتور ناصر نايف البزور

مع حلول هلال شهر رمضان المبارك كانت يد المنون تخطّ ثنايا الساعات الأخيرة لشيخ الرمثا و أسد منابرها و سيّد خطبائها الشيخ هلال عبد الرزاق “أبي إسلام”!!! ترجّل فارس الخطابة عن صهوة منبره بعد عقودٍ من الخطب و الدروس النارية و البليغة التي غطّت آلاف المواضيع و القضايا التي كانت دائماً تخالج نفوس المستمعين… كان أبو إسلام رحمه الله مِن أروع الخطباء الذين استمتعت بخطبهم في جميع مراحل حياتي…. كان رشيق الأسلوب، خفيف الظل، عذب المقال، جريء الطرح، صادق الحس…. فكانت كلماته تخرج من قلبه لتدخل قلوبنا و تحرّك مشاعرنا و جوارحنا… 🙁 كان أبو إسلام بارعاً في استثارة الهمم بأسلوبه الذي يجمع بين نارية الشيخ كشك و عذوبة بيانه الذي يجمع بين سخرية الموقف و حذاقة التعبير…و فكاهة الأريب…. 🙂 كانت بلاغته في عاميّته لا تقل عن بلاغته في الفصحى… ستفتقدك منابر الرمثا و مساجدها يا أبا إسلام… فما من منبرٍ إلاّ و لك عليه صولات و جولات… على مثلك فلتبكِ الرجال قبل النساء… 🙁 ترجّل هلال… و للهلال عودة كلّ شهر و لهلالنا أبي إسلام بقاء ما بقيت منابر صلاة الجمعة تتنفس ورعك و علمك و شجاعتك… رحمك الله يا أبا إسلام و جمعنا بك في جنّات و نَهر في مقعد صدق عند مليكٍ مقتدر….